أطفال مضايا في خدمة المشروع الفارسي

إن من العار والتهزيء التاريخي ، أن تحمل دولة اسلامية جارة مشروعا هداما يستهدف الدول والشعوب العربية التي آختها وحملت لها وللعالم بارادة الهية أكبر مشروع انساني بناء للسلوك والخلق . ومما يزيد العار عارا ، أن تستغل تلك الدولة الوضع العربي المتهالك والمتأزم بفعل يد وسعي الصهيونية العالمية المغتصبة ، لتغدر تلك الدولة بنا وتفتك في هجمة مسعورة لتنفيذ مشروعها الهدام ، مقدمة في ذلك أكبر خدمة للمشروع الصهيوني ، بل شكلت ركوبا له واستكمالا إليه وتعزيزا . ونحن العرب شعوبا وقيادات لسنا في مثل هذا الظرف الدولي في وارد استقبال اوصنع أعداء ومغتصبين جدد تحت أي عنوان وخاصة إن كان هذا من بلد اسلامي مجاور .
إننا كشعوب عربيه بحسنا العام ، وبصرف النظر عن وجود متواطئين وجهلاء ومأجورين من بيننا لا تخلو منهم أمة ، لا نلقي اللوم كله على أنظمتنا وقياداتنا بل على شعوبنا التي لا تنتفض في شوارع كل بقعة عربية بوجه العالم استنكارا وتحذيرا للدول الفاعلة من شرقية وغربيه على سكوتها وتواطئها مع السياسة الكسروية الهدامة والخارجة عن منطق وسلوك الدولة ، وعندما تشجعها على استخدام وحشد الطائفية السياسية وتوظيفها لاشاعة الفوضى الأمنية والتفتيت السكاني والجغرافي في البلدان العربية ، استباحة و قتلا وتدميرا وتشريدا ، وفرض نفسها وصية على مواطني تلك البلدان باسم المذهب توطئة وخدمة لمشروعها في جعل الوطن العربي منطقة نفوذ لها وورقة تفاوض .
لا أدري كيف لهذا العالم الحر أن ينظر على مذبح مصالحه ، لأطفالمضاياعلى سبيل المثال وهم يموتون هياكل عظمية بفعل حصار رأس المثلث الطائفي ايران وزاويتيه نظام الاسد وحزب الله . ولا نرى تفسيرا لماهية نفوس هؤلاء الملالي المسيسين وطبيعة ضمائرهم وانسانيتهم ولا طبيعة شوفينيتهم القومية وطبيعة طائفيتهم السياسية وهم يتوخون النصر الحقير على حساب تعذيب وقتل الاطفال والشيوخ بعد اجبارهم على العيش لاسبوعين على مزيج الماء والملح . ولا أدري من هو الذي يعيش في عالم افتراضي هل هم أم نحن . إن هذا العالم الحر بقي متغاضيا عن عذابات اطفالنا وموتهم بصمت تحت وطأة الحصار الى أن فضح الاعلام جرائم المثلث فيمضاياليحفزهم هذا على فتح ملف تفاوض مزعوم لإدخال الأطعمة التي اعتادوا انزالها مع السلاح لمن يخدمون مخططاتهم ، وليكشف منظة الأمم المتحدة صنيعتهم ولعبتهم في تخاذلها للقيام بواجبها .
إن ايران لم تعد تتوخى حسابات ومحاذير سياسية او قانونية او انسانية ولا أخلاقيه فيما تقوله او تفعله على حساب العرب وضدهم بلا ضوابط . انها عندما يتعلق الأمر بالعرب لاتعمل بمنطق الدولة ولا تلتفت لركائز النظام الدولي . فهل يفسر سكوت امريكا ودول العالم الفاعله على هذا بغير التواطؤ والرضا والتشجيع . لقد استلمت ايران العراق من امريكا وجعلته بلا سيادة ولا قرار ، ومسرحا للذبح على الهوية بحكام يتسابقون على ارضائها وخدمة مشروعها . ثم حطمت أي حل للاستقرار في سوريا وهجرت شعبه وخلقت فيه الطائفية الزمانية والمكانية . وقوضت استقرار اليمن وشعبه وجعلت منه مسرحا لاستنزاف الدم والمال العربي ، وجعلت من لبنان بلا سلطة ولا قرار. ومن البحرين دولة تعيش يومها لتفكك خلايا الارهاب والتدمير
إن حجم الكارثه ، التي أدخلتنا فيها ايران ، يفرض على العرب حلا سريعا ، فنحن نعيش في سباق مع المشروع الايراني. وإذا كان مشروع ايران هذا مكللا بالخطر علينا وبالعار عليها ، فإن سكوتنا عليه وتهاوننا في مواجهتها هو أكبر عارا . فقد التمسنا عذرا لحكامنا وقياداتنا في مسألة مواجهة المشروع الصهيوني عندما رأينا أقوى دول العالم تتخلى عن مبادئها وعن القانون وركائز النظام الدولي حين تركع لاسرائل وتقدس مصالحها ومطامعها . لكننا لا نرى أي عذر للقيادات العربية بشتى انتماءتها على عدم مواجهة ايران وعلى تلكؤها في حماية اوطاننا وشعوبنا من مشروعها، وهي الدولة التي يدعي الغرب بأنها راعية للإرهاب وبأنه لا يقدم لها الحمايه . ولنتذكر بأن اسرائيل إذا كانت تعمل على تدجين السياسيين والمسئولين العرب فإن ايران تستهدفهم وحكمهم لكون مشروعها لا يستهدف دولة واحدة بحجم فلسطين بل كل الدول العربية