إنهاك المواطن “سياسه “

عواصف تحيط بالاردن من جميع الجهات ولم تدخله بعد ، وهذا ليس مغايرا للطبيعة ، إنها عواصفُ من صنع الانسان وتوجيهه .. ومع أننا لسنا بمنأى عن دخولها ، وبالتأكيد عن نتائجها ، إلا أن هناك فينا من يستدرج دخولها أو يستولد مثلها بشهادة ميلاد اردنيه . وأتكلم هنا عن استهداف الجبهة الداخليه وتماسكها بصفتها وحدها من يفشل أي مخطط . وأخاطب في هذا صاحب القرار .

فلا مسئولين في بلدنا ، بل هم مأمورين مأجورين بمال حرام وفي عداد الرويبضه . وأقول له لا وجود سيدي لجبهة داخلية دون أن تكون القيادة موجودة نستشعرها وجزءا منها . بل أن انعزال القيادة عنها وبالصورة التي نشهدها هي حرب على الدوله وإنسانها . وفوضى خللاقة للشر وقودها الكفر بالقيادة والمؤسسه .

جُعِلت الحكومات ومؤسساتها بلا عمل أو وظيفة لها سوى وضع الخطط للجباية من المواطنيين وتنفيذها دون أية حسابات أخرى ، وبلا رحمة ولا خُلق ، وأعتذر للقارئ عن جعل الفعل مبنيا للمجهول . لا اعتقد بأن الهدف له علاقة بتنمية او باقتصاد ولا بموازنة وديمومة دوله . وما نراه من مشاريع مستقبلية بالمليارات وهدرٍ للمال بالمليارات في مؤسسات لا تنج فلسا ، وفساد بالمليارات مرعياً بالتأكيد ، هو مشهد متكامل تتزامن فصوله مع موت المواطن جوعا أو قهرا أو خوفا ، لا من كسل فيه بل ظلما وسطوا وإذلالا هادفا ، وما هذه الا سياسة ليس فيها مواطن ولا وطن ، بل نهب في سباق مع الزمن على خلفية بيع للوطن بشعب كسيح .

إن منتسبي الدولة من نقطة مسحوقة في قاعدة هرمها إلى نقطة في أعلاه باتوا يعتبرون مواقعهم الوظيفية استثمار في في فرصة كأنها الأخيره ، وإصبح البلد نهبا . البواب بلا كرسي فيها يبحث عن سرقة لا حد عليها يُقام ، ولكنه يُقام ،.وصاحب الكرسي يبحث عن ‘ضربة مقفي ‘ .

هناك من السياسيين الدوليين والمحليين من يعتقد أن اشغال الناس ببطونهم وتهميشهم وجعل امنهم هشا واستقرار بلدهم مهددا سيسهل تمرير كل قادم وكل محتمل قدومه بسلاسه ومشهد الكرك عنوان . فالجائع مبتغاه الطعام والخائف يشفيه الامن والاستقرار وإذا ما حضر الطعام والأمن فسيكون ممتنا ومصليا لهم ركعتين شكرا . هكذا أتصور السبب في تعمد ادخال المواطنين في معاناة مستمرة ومتناميه دون مبرر .وإن كان هذا صحيحا فصاحب القرار في هذا يرتكب جرما مزدوجا بحق فقراء الشعب والوطن معا . ويرتكب بنفس الوقت خطأ في التقدير للنتائج .

الميسورون ومعهم السواد الاعظم من الشعب المسحوق ليسوا عازمين على هجر وطنهم ولا التسليم ببيعه ، ويعلمون أن ليس هناك من مَهْرب بقي أمنا يأوون اليه ، ولا مال لديهم يبتاعون جزرا وادعة يعيشون فيها ويدفنون . بل إنهم عازمون على البقاء في الاردن والانتساب اليه ، فانتمائهم له عباده ، إنه كرامتهم وعنوان لهم بين الأمم . المواطن بات عمله أن يتألم ويستغيث من ضربات السياط وبات عمل المستغاث بهم الاجابة بسياط أقوى . إنه مسلسل السياط الذكية ، سياط الاستعباد والتركيع .

ان دولة بلا مواطنين ، لا وجود لها في الخارطة الدوليه يا ساده ، فهل هذه خارطة طريق فصلت لنا ؟ كلام النائب جعجه وكتابة الكاتب ثرثره ومحاضرة المحاضر لواط ، هكذا شاؤوها ، لكن عليهم أن يعرفوا بأن بكاء المقتدر ذل وبكاء اللامقتدر انفجار . وقد قال جلال ابن عامر رضي الله عنه وأمد في عمره ‘ كل نصاب يلزمه طماع وكل دجال يلزمه جاهل وكل طاغية يلزمه جبان . ثم قال إنهم يقسمون اليمين على السهر على راحة الشعب دون تحديد لمكان السهر وأنا أقول له في الصالات الخاصة والحانات الخاصة والملاهي الخاصه ، وفي أوقات العمل في بيوتات التآمر .

البسطاء منا يبحثون للجناة عن حلول لعُقد هم أصحابها ، ولا يبحثون عن حل لأنفسهم ،. ليس المطلوب منا إساءة لجاني ولا خدش ذرة من ممتلكات الوطن والشعب ولا مساءلة لأداة .

بل أن نخرج الى الشارع رافعين أيدينا برايات بيضاء أكفانا لنا اذا ما أطلقت النار علينا بمطلب واحد هو ‘إن كان لنا ملك ليخرج علينا ‘ نريد الحياة بكرامة في وطن ورثناه نحن أسياده .ولأحفادنا نسلم الأمانة