اسرائيل لم تعد بحاجة للقيادة الهاشمية ولا تريدها في أي ترتيب سياسي للقضية الفلسطينية واستهداف الاردن وسيلة لصيد فلسطين الوطن الملك مطالب بالتخلي عن عن نهجه السياسي وعن تحالفاته وهذا هو الوقت المناسب

إن وجود معارضه اردنيه في دولة يقال بانها حليفة وصديقه وتحظى تلك المعارضة بالرعاية والدعم والتمويل من تلك الدولة ويستمر ذلك منذ سنين دون مجرد تساؤل أردني رغم تكرار التنبيه أمر له دلالات كثيرة على الصعيدين الامريكي – الصهيوني والنظام الاردني، وإن تطنيش الاردن لمثل هذا النوع من المعارضه أمر لا يمكن تفهمه عندما يكون عارفا بأنها معارضة مصنوعة صنعا ومدعومة ومرعية سياسيا وامنيا وماليا واعلاميا من قبل دول حليفة، فالمشكلة والخطورة ليست في تلك المعارضة المكونة من بضعة عملاء، انما بوجود قرار سياسي أمريكي بصنع وتبني ورعاية هذه المعارضه، وبأن مثل هذا القرار له أهداف معادية في العمق تخص النظام والكيان السياسي الاردني وبما يتعدى الابتزاز.
لا يحركني ذاك المؤتمر في دولة الاحتلال، فليس فيه للمتابع اي جديد، فالموضوع مطروق داخل الكنيست وفي استراتيجيات وفكر الصهيونية وفي الاعلام، وأحداثه متتابعه وكتاباتنا في ذلك متتابعه، بل ما يحركني هو أن السلوك الصهيوني وممارساته المستجدة والمتسارعه ضد القيادة الاردنية والدولة الاردنية في خضم احداث المنطقة وسقوط جغرافيتها وتغيير تحالفاتها يقابله اصرار اردني على تجاهل هذا السلوك وكأنه غير موجود، وهذا يثير علامة استفهام محلية كبيره، ماذا يجري عندنا وبنا وكيف يفكرالملك، فمنذ اليوم الأول لتوليه الحكم ولتاريخه لا يوجد بأجندته الاردنية سوى المال والاقتصاد ونكرانا للسياسة واعتبارها “كلام فاضي” الى أن لم يعد لدينا مال ولا اقتصاد واصبحت الاردن مرسومة بالخط الازرق على الخارطه الدولية بلغة الأمم المتحده.
عن أي عجوزات بالموازنة يتكلمون وعن أي مهزلة خبز وضرائب يغرقون الشعب ويشغلونه، فالهجمة السياسية والاعلامية الصهيونية على الكيان السياسي الاردني، والشخصية على القيادة الهاشمية طفت الى العلن بعد أن تعبت الألسن، وبدح القلم ونحن نقول بأنها هجمة مستجدة وهادفة أخذت لجانب عزل القيادة الاردنية عن المسار الفلسطيني وعن مكتسبات وادي عربه مسارا تثير فيه الاردنيين والفلسطينيين ضد القيادة الهاشمية وفك كل العرى التي بنيت بينهما سابقا، وأعمى البصيرة هو الذي لا يلخص كتاب أسد الاردن للبريطاني الصهيوني أفي شلايم الذي يعتبر مؤرخا للعائلة الهاشمية بجملة واحدة هي،” يا اردنيين ويا فلسطينيين إن العائلة الهاشميه لم تعمل يوما لصالحكم فلا تثقوا بها” بل جعل سيرة العائلة الهاشمية سيرة تآمر على القضية الفلسطينية . وبعد أسابيع من طرح الكتاب بالأسواق الاردنية قُدمت له الدعوة للبحر الميت، ولا مجال للتشكيك بجهل المسئولين الاردنيين بما تضمنه الكتاب، وحين لم أسمع صدى رسميا، قمت بترجمة معظم فقراته المرعبة وأرسلتها الى الديوان الملكي والرئاسة ودائرةالمخابرات وذكرت أن الكتاب يروج ويهيئ للوطن البديل بوسيلة التخلص من القيادة الهاشمية فهل نحن مع الوطن البديل وتصفية القضية.
إن المعطيات على الارض وعلى الهواء تتكلم وتقول أن اسرائيل لم تعد بحاجة للقيادة الهاشمية ولا حتى واجهة في أي ترتيب سياسي قادم للقضية الفلسطينية وللمنطقه والاردن في قلبها، فإسرائيل تشعر بأنها باتت تمتلك كل الاوراق ولا تريد شركاء بل تريد متعاونين وقد اصبحوا كثرا، ولم يعد أمامها عقبة اهم من عقبة التخلص من القيادة الهاشمية وهي مهمة اصبحت أيسر من أي فترة مضت، وتعلم أن الاردنيين والفلسطينيين في الاردن بلا هوية سياسية وطنية منظمة، اردنية كانت او فلسطينية، وبلا قوة،بل ارقام تصارع من اجل وسائل العيش والحمايه الشخصية.
ليس من وطني يتفهم او يعلم عن أسباب وخلفية استمرار ثقة الملك بأمريكا وبالمعسكر الغربي الصهيوني وبحكام دولة الاحتلال الخزريين المستعمرين بعد أن أصبحت هذه الثقة ارثا قاتلا، ولا أدري إن كان يعلم او يكابر بالمحسوس وبأن الأمور في نهاياتها والمنطقة تعيش في فوضى سياسية وجغرافية وازمة ثقة وفك ارتباط وتعويم للتحالفات، وأن الدفاع عن النفس لكل دولة في المنطقه هو عنوان المرحله. والاردن هو المستهدف الرئيسي فيها بقيادتة وشعبه وكيانه السياسي طعما ووسيلة لصيد فلسطين الوطن وروح الأمه.
ماذا جنينا من أمريكا ومن الحلف الغربي الصهيوني غير ما وصلنا اليه، وهو الذي قدمنا له ولاسرائيل ما يقدر بالترليونات لو قيض بيعه ؟، وماذا ينتظر الملك لنفسه وللاردن ولفلسطين من امريكا في قادم الأيام من هذا الحلف ؟ ولماذا لا يخرج علينا بخطاب سياسي يفسر لنا موقفه وخطته لمواجهة الموقف الصهيوني الاسرائيلي المدعوم امريكيا إزاء رؤيته للأردن والقضية الفلسطينية إذا ما حان موعد التحدي . فلا نريد أن نفاجأ بتكرار سماع مقولة ان العالم ويقصد الحلف الغربي تخلى عنا اقتصاديا فهيا لنعتمد على أنفسنا، اقول لا نريد تكرار هذا القول على ما سيحل بنا وبوطننا سياسيا، فنحن عدنا غير قادرين على فعل شيء غير التهويش وفزعات القناوي الفارطه أمام جبروت المؤامره، ليتكلم لنا بعيدا عن الشأن الاقتصادي فهناك استسلام شعبي للضغوطات المعيشية وشيوع الفساد ورهن الدولة بالمليارات التي لا يرجى سدادها الا بالسيادة، فهناك اولوية تمس وجودنا ومستقبل كياننا.
لم يترك الملك أصدقاء صادقين من المسئولين اومن بطانته مقبولين للشعب الاردني او موثوقا بهم وهو يعلم مقوم رابطتهم به، ولم يترك شعبا منظما ومعبأ او قادرا على فعل شيء له، بل شعبا جعلت منه السياسة رعايا في وطنه معزولين بحواجز معيشية وسياسية وادارية، وبالتالي جبهة داخلية غير قادرة على فعل شيئ له أو للوطن . وكأن الملك اكتفى بتعديل دستور يملكه الجيش والأمن والقضاء، وهذا كله لا يسعفه في ظروف تسقط فيها الدساتير والقضاء تحت اقدام الصهيونية وأعوانها.
ومن هنا فإن الملك مطالب بالتخلي عن عن نهجه السياسي وعن تحالفه مع الغرب، وهذا هو الوقت المناسب فالعالم الشرقي عالمنا ومحيطنا وسيستقبلنا ولدينا ما نقدمه له ويقدمه لنا بالمقابل وليس بالمجان. واسرائيل باتت لا تريد للقيادة الاردنية التدخل بالشأن الفلسطيني وبما تحيكه مع عملاء جدد . وعلينا أن نضع الهجمة على ايران وحلفائها في سياقها الصهيوني عندما يُطلب من العرب أن ينضموا لاسرائيل والتحالف معها رغم انها الخطر القائم والمعلن علينا كأردن وفلسطين، وأن ينهمكوا بمقارعة ايران، وأخيرا اطرح سؤالا على قيادتنا، هل من المعقول أن تكون القيادة القطرية أكثر حكمة وأقدر على المناورة منا لحماية نفسها وهل تركيا الأطلسية تغير نهجها الذي ولد قبل نهجنا لأسباب بسيطه؟

Leave a Reply