مع الزمن واليأس ، لم يعد تراجع مستوى أداء نوابنا الوظيفي ذي بال كبير للمواطن ، إلى أن أخذ هذا التراجع يأخذ منحى مختلفا وفاضحا أحيانا على مستوى الأهلية الثقافية والشأن العام .وأصبح أداء البعض منهم يمثل مادة لسخرية الصحافة العربية والأجنبية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي ، ويعطي صورة معكوسة عن وعي وثقافة الشعب الاردني في الوقت الذي يمتلك فيه الاردن النسبة المئوية المنافسه في التعليم والثقافة على مستوى الوطن العربي ، ويمتلك أكبر نسبة مؤيدة للنظام فيها لتنتفي ذريعة البحث عن النائب المطلوب .*
إننا كشعب يتمتع بأهلية وبمواصفات ثقافية وعلمية كبيرة يشار لها ، نستحق من الدولة أن تحافظعلى حقيقة صورتنا هذه أمام أنفسنا والعالم الخارجي . فالمجتمات ونحن منها لا تخلو من الذين لا يتعاطون مع الشأن العام ، ولا تخلو من غير المثقفين وممن تدخل المعلومة بيوتهم وتلعلع في فراغ من الهواء فلا يسمعونها وإن قرأوا فالعناوين حدودهم . البريء يقول ، لماذا تطرق الدولة أبواب هؤلاء وهم نياماوسعداء بحياتهم وتلبسهم ثوبا غبر ثوبهم وزيا ليس أردنيا ليقوموا بدور يسعى اليه الكثيرون ويتقنوه بقليل من الاثار السلبية .*
النخب الاردنية والكفاءات والاختصاصات في مختلف الحقول يعج بها لأردن ، انها بضاعة الاردنيين . رائجة في السوق العربية والدولية أحيانا ، وكاسدة في السوق المحلية كل الأحيان . وكأن هذا النور يعكس ظلاما على دولتنا لا تطيقه .ولا ” شتان ” عندها بين سياسة التنوير التي نريدها لها وبين سياسة التجهيل التي يريدونها لها .حتى باتت “هيكل دولة “مكسوة بلحم فاسد وعقل سائب ، تهزأت معه مواقع السياسية والادارة والاقتصاد والاختصاصات في دولتنا ،*
البريء يقول ، نحن الأردنيين ، ماذ فعلنا لك يا “دوله ” لتتسببي بنشر غسيل مزيف باسمنا يراه ويسمعه العالم .. ألا ترين سكوتنا على نصيبنا منك كافيا ، أم وجدت أن كل ما ينقصنا هو اشعارنا بالدونية وفقدان الأهليه وتريدين أنتنشري هذه الرسالة لتسويق استعبادك لنا ؟ *
ضالتك موجودة بقانون الصوت الواحد وفصلت له الطواقي لكل الفصول ،أستعجب حربك على المعارضين والمشاكسين ولك فيهم مصلحه ، فللديمقراطية أصولها ، وأنت صاحبة وابنة أصول . وإذا أصريت على مجلس ” كبوت ” يقتصر على الانصار، فلا بأس فالنتيجه والانتاجية النيابية للشعب واحده بالحالتين ، لكن خير النصير هو القوي “الأميل ” والأقوياء المتأملين كثرا يعرضون بضاعتهم والأسواق لمثلهم مفتوحة وما عليك الا حسن الاختيار فالمقايضه ” بحال البلاش ” فلِمَ الذهاب للمقابر والبيوت المستورة ، ولسوق العميان *.
تزوير ارادة الشعب في نوابه لن يتوقف لأنه من حزمة الفساد الذي لا يتوقف إلا بارادة سياسية مرتبطة بدورها بالإرادة السياسية للاصلاح الحقيقي الذي لن نراه ما لم يتغير نهجنا السياسي . ولكن يمكن ترشيد هذا التزوير رأفة بسمعة الاردنيين واحتراما لمستواهم العلمي والثقافي ، وإلا فلسان حالك يا دولة يقول ” شريك ال ….اخسر وخسره ” . لقد كل اللسان الجمعي وهو يقول لا داعي للتلاعب بآلية التزوير ، فالقانون وتطبيقه كفيل باخراج المجلس الذي تريدين ، اتركي الناس يفاضلون بين أحبتك من الناس ويختارون .إنهم يحسون ويخجلون ومقبلون على حزمة من الانتخابات . *
أتساءل ، ما الداعي لاختيار الاضافة النوعية للخلطة الجديدة من النواب .وحق لنا التساؤل عن الجهة التي اختارتها هذه المرة ،اختارتها بعيدا عنعقلية المؤسسه التي إن زورت يكون تزويرها مدروسا ، وإلا فإن فعلتها لا سمح الله تتجاوزتزوير ارادة الشعب الى تزوير صورة واقعه الثقافي والعلمي في اعين العالم الخارجي لحساب إلهائه بالتواصل في مسائل مثيرة بعيدا عن المسائل الموضوعية التي تشكل همومه. أما إن كان الاختيار عملا غير واع فهو بالتأكيد من عمل مسئول في مؤسسة الجهل استطاع أن يسبح في بحر الفساد الذي لا يطال المسئول . *
وإن كنت في تحليلي هذا مخطئا أو لم تُدق ابواب تلك العينة الوادعه لا من مؤسسة ولا من شخص شاء له الظرف والظفار أن يكون متنفذا ، فلن يبقى أماميمن أتهمه إلا “الكوتا ” ومع أني أعترف بأن الكوتا النسائية في بلدنا لها بعض من المنطق ، إلا أن على الدولة أن تعمل على ضبطها وتحسين شروطها . إنها تفرز مفاجآت ونوابا بلا أصوات انتخابية معقوله وبالتالي بلا قبول عام .بل ومن المفترض أن ينسحب هذا على شروط النائب بشكل عام ليعكس بمستواه الثقافي والمعرفي عينة الشعب وحسن الأداء والخطاب . فلديك مجلس أعيان يمكن أن تختاري له أو تغرفي كيفما شئت .*