الشيكل والنجمة والقبعة

ان البحث عن تاريخ وثقافة مشتركتين، هو من أهم هواجس اليهود القدماء والجدد. وبغير ذلك لا يستطيعون تسويق أنهم قوم واحد بعرق واحد او متجانس . فالتاريخ الموثق القائم على علم الأثار بالمخطوطة المقروءة ومسلات الشعوب وملاحمها يؤكد أن ما نسميهم باليهود القدامى هم خليط من الأقوام جمعتهم مصلحة مشتركة دون وطن مشترك ، وأن اصولهم لا تكون الا في في نطاق واحدة من ثلاث نظريات هي ، إما خليط من جماعات العبيرو التي كانت تمتهن الغزو وقطع الطريق في الصحاري ، أو خليط من جماعات الهيكسوس الفارين من مصر ، أو خليط من اتباع ديانة اخناتون الفارين من مصر أيضا . ولست بصدد بحثها هنا ولا ببحث اختراعهم لاصول معينة ولغة ومعتقد . فهم على أية حال قد اندثروا بعد اجتثاث الرومان لهم وتشتتوا الى أقليبات متناقصة ومتلاشية في العالم .أما الملايين الذين نراهم اليوم فلم ينبعثوا من القبور بل هم من متهودي مملكة الخزر التي تضم خليطا من الاعراق من تتار وفنلنديين واتراك وسلاف ومغول ثم او روبيين . ويقتصر حديثي هنا على سطو هؤلاء على بعض ثقافات الشعوب وأمر على الشيكل والنجمة السداسية والطاقيه .

إن الشيكل الذي يتخذه يهود اليوم كعملة وطنية وتاريخية في فلسطين المحتله هو في الواقع وحدة نقد بابلية كانت شائعة في بلاد الرافدين استخدمت قبل ظهور المعتقد اليهودي أو اليهوي بأكثر من ألف عام . وقد عرفه كتبة التوراة أثناء سبيهم في بابل وبدأوا يذكرونه في اسفار العهد القديم عنما بدأوا بكتابتها في القرن السادس ق م ، الى أن ادعوه كعملة وطنية . ومن يقرأ شرائع بلاد الرافدين مثل شريعة حمورابي وما سبقها من شريعة أورنامو وشريعة لبيت عشتار وشريعة اشنونا ، يدرك مدى قدم استخدام الشيكل كوحدة نقد سومرية بابلية . وكان يساوي 8.5 غرام فضه . والأمثله موجوده في معظم مواد الشرائع وعلى سبيل المثال فإن الماده 395 من شريعة حمورابي تقول اذا سرق رجل محراثا من حقل فغرامته خمسة شيكلات لصاحب المحراث . والمادة الخامسة من شريعة اورناموا الأقدم من شريعة حمورابي تقول إذا أزال رجل بكارة امرأة رجل أخر بالاكراه عليه أن يدفع خمسة شيكلات . والمادة التاسعة من شريعة لبيت عشتار تقول إذا دخل رجل بستان رجل اخر وقبض عليه متلبسا بالسرقة فعليه ان يدفه عشرة شيكلات ، أما شريعة أشنونا فتقول في مادتها الأولى ثلاث قا زيت نقي سعرها شيكل واحد و 2 كو من الملح سعرها شيكل \ .

أما النجمة السداسية والقبعه اللتان يتبناهما يهود اليوم كرمز ليهوديتهم او تراث مزعوم فهناك انعدام تام لوجودهما لدى اليهود القدامى وليس من اثر تاريخي مادي او غير مادي يشير الى نجمة داوود بل كانوا يستخدمون الشمعة السباعية menorah or seven candlestic أما هذه النجممة أي السداسية فقد استخدمت قديما في الطقوس المصرية حيث أن حورس Horus بعد موته عاد للحياة باسم الألهه أمسو وأصبحت النجمة السداسية اول علامة هيروغليفية الى أمسو . كما ان السومريين كانوا يزينون معابدهم وقصورهم بالنجمة السداسية . كانت تستخدم في القديم عندما يحرق الانسان كأضحية بشرية تقدم للألهات وقد قدمت لألهات عشتروت و مولوك وبعل . ومن هنا فإن هتلر قد اجبر اليهود على لبس نجمة سداسية صفراء في اطار الازدراء كأضحية بشرية للقوة .

أما القبعة فهي من جملة الأشياء التي فرض الغرب والكنائس لبسها على يهود اليوم الخزريين لتمييزهم عن غيرهم في اطار الصراع الذي دام قرون بينهم في اوروبا . وأصبحت من مبتدعاتهم الحديثة . إذ ليس لهم في فلسطين ثقافة مشتركة ولو بمكون ثقافي واحد وليس أمامهم اليوم سوى السطوي على تراث الفلسطينيين ونسبته لأنفسهم كالزي والمأكولات وحتى الرقصات الشعبية .