لا شك بأن هناك اعترافا واسعا من الجهات الدينية واللاهوتية من اتباع اليهودية وكذا المؤرخين والآثاريين والعلماء منهم ومن غيرهم ببشرية ما جاء بالعهد القديم الذي بين أيدينا . وقد أفتوا وقطعوا بذلك . وحتى عندما اتفق الكثيرون على أن التورا هي الأسفار الخمسة الأولى، برز العديد من مفكريهم متدينين وعلمانيين، وغربيين أيضا ، وضحدوا عقلانية أن يكون سيدنا موسى قد كتبها، فالكثير من أحداثها وشخصياتها وطبيعة المتكلم والكلام فيها يفند علاقة سيدنا موسى بها. ومنهم من حصر التوراة والتي كانت مكتوبة على لوح واحد داخل صندوق خشبي بالوصايا الخمسة ، ويزيد أخرين عليها سيرة موسى وقوانينه وقصة الخلق والطوفان . رغم أنها جميعها من نتاج الحضارات القديمة وما زالت موجود بلغاتها وترجماتها
إن القارئ في العهد القديم الذي بين أيدينا ، إذا استكمل قراءته ، يجده مليئا بالتناقضات القِيَمية والفكرية والتاريخية ، والخلط التاريخي للأحداث والاشخاص . وهذا يعود لاستمرار كتابتها لثلاثة قرون على أيدي كُتَاب متنوعي الثقافات والاهواء طبقا للعهود الزمنية والتاريخية التي عاشوا فيها . ويعود هذا التناقض أيضا الى طبيعة وخصائص الكاتب كإنسان . ففيها عبارات الكراهية والعنصرية والقتل والاجرام والارهاب الى جانب معاني الخير وحِكَم حكماء الحضارات الانسانية القديمة وأشعارهم وقوانينهم . كما احتوت على معظم افكار تلك الحضارات وقصصها المعبرة التي جاءت في ملاحمها وأثارها المكتوبة . ، … وقد أتيت على كل هذا مع الأمثلة في كتابي ثقافة الأسفار .
إلا أن ما تضمنته التوراة من فحش الغزل ككتاب يُفترض به القدسية ، أمر يحتاج الى تفسير ، وقد يقول قائل بأن هذا ليس مستغربا إذا قيس بعبارات التدنيس والتعدي والتقول على الانبياء ، إلا أن هذا يبقى في سياق القصص الكاذبه المفضية لنتائج مطلوبة عند كتبتها . وهناك من الباحثين من قال بأن هذا الغزل قد جاء في التوراة من قبيل الخلط لدى النسخ والنقل من المخطوطات القديمة ، لكننا نعرف بأنه قد تمت مراجعة كل الأسفار واعتمد منها 39 سفرا ومنها تلك التي تحتوي على كثير من هذه الاشعار . ويلاحظ القارئ فيها ذكر النقاب على المرأة وهو ما يؤكد بأنه تقليد يهودي قديم ،كما يلاحظ وصف الحبيبة بأخت ومخاطبتها بصيغة المذكر وهو تقليد مصري قديم .
وإني إذ أقتبس بعضا من هذا الغزل المقدس من العهد القديم ولا أفترض بأنه عفويا وعبثيا ولا أحكم بأنه تهزيئا من بعض كتبة التوراة لفكرة الدين ، لأترك للقارئ مساحة البحث والتحليل للوصول الى الهدف من وراء هذا التضمين
ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ، دوائر فخذيك مثل الحلي صنعته يداي صناع
سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج ، بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن
ثدياك كشفتي توأمي ظبية ، عنقك كبرج من عاج
قامتك شبية بالنخلة وثدياك بالعناقيد ، قلت اني اصعد للنخلة وأمسك بعذوفها
ليقبلني حبيبي بقبلات فمه فحبك أطيب من الخمر لذلك احبتك العذارى
ما أجمل خديك بسموط ، وعنقك بقلائد ….صبرة المر حبيبي لي ، بين ثديي يبيت
في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي …فأمسكته ولم أرخه حتى ادخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي
ها انت جميلة يا حبيبتي ، عيناك حمامتان من تحت نقابك ، شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد
أسنانك كقطيع الجزائرالصادرة من الغسل ، شفتاك كسلكة من القرمز وفمك حلو ، وخدك كفلقة رمانة تحت نقابك
شفتاك يا عروس تقطران شهدا ، تحت لسانك عسل ولبن ، ورائحة ثيابك كرائحة لبنان
قد خلعت ثوبي كيف ألبسه قد غسلت .. فكيف اوسخها ، حبيبي مد يده من الكوة فأتت عليه أحشائي ، لكن حبيبي عبر
ونفسي خرجت عندما أدبر،