الوطن العربي مُسمَّر على صليب الجاني نفسه.. ومأساة فلسطين تُستأنف في الاردن فهل سنشهد مشروع دولة مهجرين جديدة وأين

ما يجري على الساحة العربية القطرية ونقرأه في اليمن وليبيا والاردن وفلسطين ومصر والجزيرة ما كان للتحالف الصهيوني الغربي أن يجريه لو لم تكن تلك الأقاليم تدار منهم مباشرة بواسطة أشخاص ومجموعات اختراقية لا يمكن أن تكون جذورهم ألا صهيونية يهودية حاقدة على كل ما هو عربي أو اسلامي، وإن كان هناك تحد حقيقي لهذه المقولة، فإنها أقاليم تحكم من زعران وأصحاب سوابق بضمائر ولدت ميتة، ولا تجارة لهم إلا بالأوطان التي تطلبها الصهيونية، فصنعتهم اللصوصية والخيانات التي لا حدود لها ولا ضابط شعبي بل بزفة مرتزقة من ابناء الوطن يتاجرون ببصمات حوافرهم باسم الشعوب النائمة ومؤسساتها الوهمية . ويحضرني القول على لسان الشيطان عندما سألوه، لماذا رحلت من بلادهم، فقال لهم لقد حالفتهم ومنحتهم كلما طلبوه إلا أنهم في النهاية كتبوا على قصورهم “هذا من فضل ربي”.
خونة العرب وحدهم اليوم أحياء في الساحة السياسية العربية، صبية من يهود بلادنا ورويبضاتها وخونها يقودهم أحفاد يهود الجزيرة ويتبنون القرار العربي الرسمي الذي تصنعه الصهيونية ويَسُوقون أمامهم مستقبل دول عربية سادت الأمم يوما وبنت الحضارات الانسانية في وادي النيل والنهرين واليرموك والأردن.
حس الشعب لا يخطئ، فمنذ ولادة تلك الدولة التي نسبوها لاسمهم، “السعودية” والشعوب العربية تصفهم بوكر الخيانة وعرابيها، الى أن أفصح ترمب مؤخرا قائلا “إذا لم يكن لدينا السعودية ما كان لدينا قاعدة كبيره”، وقال “اسرائيل ستكون في ورطة كبيرة بدون السعودية”.
لُم تُصمم السعودية لتأخذ دورا عسكريا بل لقاعدة عسكرية كبيرة ومالية وجاسوسية تخريبية واختراقية للسياسات المناهضة للصهيونية، ومعولا لهدم العقيدة الإسلامية، فكان أن بدأ تحالفها كما ارادته بريطانيا مع الوهابية، وبعد استكمالهم للمهمة المنتهية بداعش صدرت الأوامر الأمريكية لهم بالإنتقال من سوريا الى اليمن مستغلين ضعفه وظروفه السياسية والاقتصادية لتدمير بنيته السياسية وتفتيته وتشريد شعبه تمهيدا لاحتلاله، فكانت عاصفة الحزم التي بمحصلتها تضع الصهيونية الامريكية يدها مباشرة على اليمن الجنوبي الذي تبلغ مساحته أكبر من مساحة أقطار بلاد الشام مجتمعة بسبعين الف كيلومتر مربع وبسكان لا يتجاوزون الأربعة ملايين، وبحدود بحرية مطلة على البحار الحيوية بطول يصل الى 1400 كيلومتر، ولا مناص في المحصلة من أن تكون الخاتمة هي في تدمير الوجه العربي والاسلامي للحجاز والجزيرة، وإعادة شعوبها رعيان أغنام وإبل، وربما تنصيب يهودهم من العربان فاتيكان اسلامي ليقضي على كل ما يتبقى في نفوس المسلمين في اقاصي الارض من معنى للاسلام، ليس هذا قدر علينا ولا معلومة، لكنها السكة التي يمشي عليها القطار كما نراه دون عوائق لهذا لتاريخ، ولو نطقت الكعبة لقالت للملايين أغربوا عني ما دمتم لا تتوجهون لتحرير الأقصى أولى القبلتين أولا، فأنا قيد التدمير رهنا بتحرير الأقصى.
هناك في ارض الحرمين بيت الداء، وفي كل عاصمة عربية لها نصيب، ونحن في الاردن بيت الداء والدواء معا، أما بيت الدواء والمواجهة فهو في فلسطين كلها، الشعب الفلسطيني بعدم ثورته على السلطة وكنسها لن يكون له ولرفضه ولصوته صدى دولي ولا عربي.. الانقسام الحقيقي في فلسطين لا تستطيع حماس وحدها حسمه، فما لم تترك كل الفصائل غنجها السياسي والتنظيري وتترك السلطة وخيراتها المسمومة وتنحاز لفكرة حشد الشعب لإسقاط السلطة أولا على قاعدة وحدة المقاومة مع غزة لصالح العمل التحريري بدأ بإعادة ترتيب المؤسسات الفلسطينية النضالية وعلى رأسها منظمة التحرير بقرار افتتاحي يرفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، فسنقرأ السلام على الدواء وعلى فلسطين وكل بلاد العرب، الفلسطينيون في فلسطين بوصلة الشعوب العربية، وعليهم أن ينتبهو لأنفسهم كرقم ما بعده رقم ولا غيره في تحريك وحراك الشعب العربي.
لينظر المواطن العربي كيف صُمِّمت صلاة العيد للفلسطينيين في الأقصى كي يرونا الموقف العربي الرسمي وصمْت المدعين بحرصهم على الأقصى وصمت إعلامهم وإختباء هؤلاء المتسابقين على رعايتة حين يُدَنس من قطعان المستوطنين ويُمنع المصلون الفلسطينيون من الصلاة وعندما تَفتك سلطات الاحتلال بالمصلين كما فتكت في جغرافية وديمغرافية ومعالم القدس من قبل وجري تهويدها بالجملة والمفرق، لا ليتساءل هذا المواطن عن الحد الذي وصلت اليه استكانة الحكام والأنظمة لأوامر ورغبات الصهيونية بترسيخ تهويد القدس والأقصى، فنحن لا نلوم من يحكمون بقانون وسيف الصهيونية ولا إعلامهم الداعر الذليل وعمق الدرك الذي يقبع فيه، بل ليتساءل لماذا تخرس كل الأبواق الاعلامية العربية في بلاد العرب بما فيه الخاص وأخص الأردن بفضائياته وأصحابه المدعين بالحرية والوطنية وبشرف المهنة، أليس عندهم خط أحمر للوطن ولدم الفلسطيني والأقصى، أم إنه الخوف والتقرب من خون الأمة، ولماذا لا نجد إلا الميادين تنقل الحدث للعالم؟ ألا بئس العيش بلقم الجبن والذل والخيانة، إنكم تأكلونها بثمن دماء ابناء وأطفال فلسطين ودم الأقصى فبئس الزمان زمانكم.
أصل لما نحن الاردنيين جميعا فيه من عجز لانقاذ حاضرنا ومستقبلنا نتيجة وضعنا الأغرب مع جهتين محليتين، الأولى مع هذا النظام الذي لم أعد أجد قالبا على قياسه يستحقه لأضعه فيه، لا لشئ إلا لأنه لم يعد ذات النظام الذي كان يحكمنا في السابق، بل إن صورته الشخصية في الإعلام وعلى الجدران هي التي تمثلنا استخداما وتسخيرا وزورا، دون أن نعرف أو نؤشر على من يحكم الأردن ومن يسير القرارات التي لها طابع سياسي أو طابع محلي يخدم السياسة الصهيونية، ارفعوا أيها الاردنيون شوفكم وكفاكم هوجسة بما يسيرونكم نحوه من هدف خاطئ مستغلين لعبة قذرة دغدغوا بها عواطف عوامنا وأرشوا بها خواصنا ومن المفترض أنها سقطت، الصهيونية الأمريكية والبريطانية هي من تواجهكم وتحكمكم من قلب عمان، وكل وزاراتكم ومؤسساتكم تنفذ تعليماتها مباشرة دون إخضاعها للمراجعة والتأمل من جهة وطنية ودون اعتبار للصورة الشخصية للملك، إنه نظام لا يختلف عن نظام السعودية إلا باختلاف شكل الدور وقصر العمر وتقبله لرحيله واستسلامه لقدره.
أما الثانية فمع انفسنا كشعب أصبح معبوده القرش وهاجسه الخوف من الموت جوعا ووسيلته النفاق، يرتد من أجله فرادى وجماعات عن الدين والوطن والكرامة الوطنية والقيم وينكرون الواقع السائر بهم لمتاهات لا تدرك العقول الطريق فيها ولا الذاكرة، فنحن الاردنيين والفلسطينيين مشروع مسخ لقردة مهاجرة بيافطة انسان، لأننا أصبحنا في ارضنا البديل المادي لأبناء القردة والخنازير من يهود الصهيونية كما وصفهم الإنجيل مبكرا، وأصبحوا هم الأصلاء ونحن البدلاء الذين لا يسمحون بوجوده ولا بوجود هوية له على ارض الحشد والرباط.
أخاطب عقل مواطنينا بمكوناتهم وأقول، فكرة الوطن البديل في الاردن لم تعد قائمة ولا صالحة ولا مقبولة لاسرائيل، فالظرف السياسي الدولي والعربي الرسمي والشعبي والفلسطيني بالذات تجاوزها، الاردن اليوم مستهدف بالإحتلال طبقا للمشروع الصهيوني بنسخته الأصلية، ويجري احتلاله ورسم السيناريوهات، ولن تكون بعيدة عن سيناريو احتلال فلسطين بالتقسيط ولكن بوتيرة أسرع لتعميق الفجوة بالميزان وتراجع الحالة العربية وطنيا وقوميا وشعبيا عن سابقتها في فلسطين، وتضاعف خونة الحكام العرب عما كان عليه حين غزو فلسطين، ووفرة المال اليوم عند العدو بينما اصبح وحده وجع شعبنا، وسيكون تكرار السيناريو بدعم عربي رسمي.
ولا استبعد التخطيط لإقامة دولة جديدة على الاراضي الاردنية وقد تُرحل بالمستقبل الى الانبار في العرق لحدود الفرات، لا تستبعدوا شيئا، فالقصص الخيالية تعبر عن طموح، ومعظمها أصبح مع مرور الزمن واقعا، الحالة العربية الرسمية والشعبية إن لم تتغير للأفضل فستتغير للأسوا.
إن عَزَّ علينا الحاكم الوطني والنخبة الصادقة وعزَّ علينا أن نعود مكونا واحدا، فهذا لا يعفينا كشعب من مسئوليتنا اتجاه الله والوطن والأجيال بالخروج الى الشارع جماعة.. إنكم أنفسكم في الاردن تخرجون المسافات لتجمعكم الكعبة وعرفة بنداء الحق وتقفون سوية هناك، لماذا ترفضون نداء الحق في الخروج للشارع والتجمع سوية من أجل الوطن والأقصى في عمان، واعلموا أنكم إن خرجتم فستخرجون بوجه امريكا في عمان لا بوجه الملك، وسيكون خروجكم كاف لقلب كل طاولات التآمر على رأس امريكا والصهيونية، أم أنتم منافقون ومراؤون وتستخدمون الدين كما تستخدم نخبكم مصطلح الوطنية؟ بئس حجكم وصلاتكم وعيدكم وبرِّكم، وبئست ضمائركم وإيمانكم إن لم تلبوا نداء الله في أوطانكم وقبلتكم الأولى.