خاطرة في غزة القادرة على جعل الكيان الصهيوني طعاما للوباء

(365 ) كيلو متر مربع، مساحة صغيرة من وطن عظيم يقطنها مليونا رجل من إناث وذكور، يَخُونُهم حفنة من ذكور الحكام العرب رغماً عن إرادة شعوب محمياتهم، هم قادة ومفردها قَواد، إنها غزة التي تدخل عامها الرابع عشر تحت حصار محكم لم يفكر الأباء النازيون بمثله، تقوم به وتنفذه الصهيونية على نقاط دائرة قطاع غزة بأيدي هؤلاء الحكام وتعاونهم، يستقبله الغزيون م هجوم الحرب الكورونية العمياء، بشح من المال والغذاء والدواء وفي المستهلكات الطبية اللازمة للوقاية من الموت، وبصمت دولي وعربي وغياب للمؤسسات الدولية والإغاثي.
الحصار الأن إن لم يُرفع فهو جريمة إبادة جنس يرتكبها السرطان الصهيوني ويتحمل مسئوليتها العالم كله وعلى رأسه العرب وعلى رأس العرب حكام الخليج، الوضع اليوم مختلف، فالشعب الفلسطيني في القطاع تحت الحصار تطور ونما عملياً بإرادته وتمسكه بكرامته الوطنية وهكذا الرجال، واستطاعت قيادته المقاومة أن تقوم بمعجزات في الصمود وحماية الشعب واستمرار المقاومة وحمايتها بنفس الوقت، وكما نجحت في التعامل مع كل سجانيها ومحاصريها من صهاينة ومن عرب صهاينة، ولكن ضغوطات الوباء تعجز عنها دول عظمى، فهل تعتقدون أن غزة هذه ستسلم نفسها للإحتلال والساكتين على حصارها لاستسلامها أو موتها، أم سترد الصاع بعشرة وتعطي درساً للبشرية في في مواجهة أعدائها يسجله التاريخ مرجعاً
المساعدات اليوم ليست إللّا مالية ومستهلكات طبية وقائية، فلا مشاريع ولا خطط لها أولوية على ظرف يموت فيه الناس، وغزة منسية، فقد تنسى أنظمة الأقطار العربية نفسها وتتخلى عن مساعدة بعضها أو ضعيفها وتهرب من قمة ضمير هذا وقتها وليست تلك مفاجأة، ولا نفاجأ تخلي أنظمة الدول الأوروبية عن تقديم العون للكيان الصهيوني خوفاً من شعوبها التي تعاني من الحاجة في بحر الوباء، ولا نفاجأ أكثر من تقديم حكام الخليج المساعدة المطلوبة للكيان الصهيوني المحتل والفارض للحصار على مليوني فلسطيني في القطاع، فهي أنظمة أشخاص أو عائلات سلّمت نفسها ومقدرات شعبنا للصهيونية. ولم يجرأ مدع للشرافة من حكامها على طرح مسألة قطاع غزة في قمة الوباء العالمية، ولذلك لا نتوقع ولا ننتظر منها ومنهم تقديم شيئ للقطاع إلا بأمر صهيوني.
ولكنا نتفاجأ بأثرياء الشعب العربي والخليجيين بالذات فأين هم. غزة بحاجة الى خمسة وعشرين مليون دولا للصمود بوجه الوباء وليس لمليارات، وهذا مبلغ متواضع عليهم وليس منهم من فعل ولا هم تداعوا لتقاسم المبلغ مع أن فيهم من تبرع بأضعافه لشعب دولة نظامها عدو للشعب الفلسطيني والعربي عامة باسم التضامن الإنساني
أم أن أثرياء العرب على سنة ملوكهم الطغاة بسيف الصهيونية ويعتبرون تمسك الشعب الفلسطيني بالكرامة الوطنية والإنسانية وبرفض الاحتلال ومقاومته أمراً يُفْقد هذا الشعب حقه بالحياة مع أن الدهر شاب وهذا الشعب لم يَشِب؟ لنعتبر هؤلاء الأثرياء هكذا أو ماتوا، أليس لشعب غزة حصة في مال وضمير الشعب العربي؟ أليست أقطارنا تعج بالمنظمات الشعبية غير الحكومية والمؤسسات الإنسانية وأن مهمتها بالمحصله هي التنمية البشرية والإنسان بالذات، فأين هي ومموليها من إنسان غزة المحاصرة والمهددة حياته، وأين منظمات حقوق الانسان المنتشرة في اقطارنا لضمان حقوق الإنسان، ألم تدعُ هذه المنظمات الدول لاطلاق سراح المسجونين خوفاً على حياتهم من الوباء، فكيف لا تتبنى مسألة فك حصار وسجن مليوني إنسان فلسطيني ولو على سبيل هدنة وباء؟ أين النقابات الشعبية العربية وأين نقابة المحامين العرب من القضاء العالمي الذي يتعاملون معه، وأين مجالس نواب الشعب في دولنا، فهل كل شيء يتوقف عندما يتعلق الأمر بجرائم الكيان الصهيوني.
غزة لها وضع خاص لا مثيل له على الأرض، وكل الأرض مسئولة عن هذا الوضع وبقائه، ولكن بالمقابل لها وضع خاص لا مثيل له بالحفاظ على الكرامة مصونة بالصمود والمقاومة ورفض الإستسلام.
غزة في هذا الظرف لها حق مسلوب في موازنة كل دولة عربية مهما كانت فقيرة، غزة مسئولية عربية مشتركة تضيع على مذبح رضوخها للصهيونية، ولكن على الأنظمة العربية والخليجية بالذات أن تتذكر بأن الصهيوني الذي أذلها وجعل حكامها مثالا في القذارة والجبن والوطاوة قد عجز عن النيل من كرامة غزة وشعبها ومن صموده، وأن هذا العجز سيرتد عليها حين لا ينفع الندم. وعلى الصهيونية أن تعلم بأن غزة لن تموت ولن تركع مهما كانت الضغوطات وصنوف الجرائم.
وإذا حرمت غزة من إحساس الأخرين ومن والواجب العربي والدولي ولم يُفك هذا الحصار أو لن تلبى احتياجاتها في هذا الوباء فلن تقابل غزة الجبن بالجبن ولا حياة الصهيونية وأعوانها بموتها، بل ستتحرك مقاومتها في غمرة الوباء وتجعل هذا الكيان اللقيط طعاما له وعبرة لكل احتلال ونهاية للنازية وورثته.