خاطره في معاذ

…..نعم إن الطيار معاذ الكساسبه ما حلق إلا عسكريا أردنيا منضبطا . وما حلق إلا ولديه قناعته . وما كان ليتوانى لحظة في التحليق مجاهدا في سماء فلسطين شأنه في ذلك شأن كل عسكري أردني . وما كان له أن يتوانى في التحليق في كل سماء نصرة لفلسطين وللأردن وقضايا الأمه . إن قناعته معاذ لا تقل عن قناعة أغلبية شعبنا بمدى خطورة التنظيمات الارهابية والتكفيرية التي لم تستهدف عدونا الصهيوني يوما في فلسطين ، بل إنها تستهدف بخطورتها ديننا وأصحاب ديننا ، إنها لا تعيش الا على فوضى الارهاب وقتل الاستقرار لتخلفه .
بطلنا اليوم رهينة لدى تنظيم ارهابي مارق على الأمة . وظفره لدينا أغلى من حياة كل قطاع الطرق وخون الأمه . هذا هو اليوم الذي فيه معاذ الكساسبه هو معاذ الاردن والاردنين وفقط . وليس لنا أولوية الأن على صعيد مشاركتنا في معركة من الحرب على داعش أولى من عودة معاذ الى وطنه وأهله سالما .
إنه تنظيم ارهابي شرير وليس من سياسي عاقل يتصور أن القضاء على الشر والكفر في الأرض ممكنا . أو أن قدره هو أن لا يكون . معاذ نعتبره نحن الاردنيين رهينة، وهم يعتبرونه أسيرا . إنهم ماديون فحسب ونحن روحانون وماديون معا لأننا بشر ومسلمون . صحفيون وسياح وتجار أجانب خطفوا رهائن قيد الفدية الماليه وطاف ذووهم يجمعون المال وقصرت مجتمعاتهم المادية وذهبوا في طريقم . دول أخرى أوروبية تعرف قيمة إنسانها وتعرف كيف تخرج من زنقة في حرب طويلة مع الارهاب فوازنت الأمور وفدت ولدها بالمال واستمرت بحربها بمزيد من القسوة . دول اسلامية اعتمدت على نفسها الطويل وحكمة صاحب القرار فيها فأخرت مشاركتها بالحرب على داعش متحدية حلفاءها التاريخيين وفاء لأبنائها وأولوية سلامتهم .
إنها ليست حربا مع دولة ولا حربا مع جيش منظم يفهم قانون الحرب وسلوك المحاربين وأخلاقهم . إننا نتعامل طائعين لا مرغمين مع ارهابيين وعصابات وقتلة ، ذهبنا اليهم ولسنا متأكدين من هويتهم الاساسية ولا السياسية ولكننا متأكددين أن قياداتهم مأجوره وقواعدهم مأجورة لغير صالحنا . ومتأكدين أن معاذ الاردني وسلامته أغلى من كل الأموال وأغلى من كل أرواحهم التي نلاحقها ولا حقها هو .
على حكومتنا أن تعلم حقا وتترجم على الأرض بأن الانسان أغلى ما نملك ، والحرب كر وفر ، وجنودنا نفتديهم نحن الاردنيين بأنفسنا فكيف لا نفتديهم بأنفس ارهابيين لدينا ؟ وكيف لا نفديهم بالمال إن وجب ذلك. لا مثاليات في الحرب مع قطاع طرق . على الحكومة وأجهزتنا الأمنية التي تملك أوراقا لا تنضب ، المسارعه المسارعه في العمل الجاد والمضحي لاستعادة ولدنا معاذ سالما معافى وليعلم العالم أن إنساننا غايتنا في كل ما نقدم عليه . معاذ الأن هو الرهينة في جسده وينظر الينا جميعنا متأملا وأملا معه وله كل الحق ، ونحن نفوسنا جميعنا رهينة معه لمبادئ وفاء الانسان لنفسه ولأخيه في بيئة التضامن والتكافل التي يعيشها الاردنيون … وحتى يعود غائبنا . أما الكرة الأن فهي في ملعب أصحاب القرار، ولا وقت إضافي في هذه اللعبه .