قضي على وجود اليهود الحقيقيين في فلسطين على يد الامبراطورية الرومانية وانتهى بهم المطاف الى طائفة مشتتة ومتناقصه ومتلاشيه في انحاء العالم . ملامحها شرقية ، وغير مؤهلة ولا طامحة لأي كينونة سياسية او دوله . إلا ان العالم صحا فجأة في القرون الاخيره على وجود عددي ضخم وبالملايين لأناس في أوروبا وأمريكا باسم Jews ، وعلى دور سياسي أضخم لهم. واعتبرناهم يهود بعد ان اعتبرتهم الصهيونية Isralite. انه أشبه ببعث من القبور. وهذا غير ممكن ، فمن هم هؤلاء اليهود الجدد ؟
ان الجواب الموثق تاريخيا والذي لا ينكره عالم أو باحث أو تاريخي هو انهم ليسوا من اليهود القدامى ولا من أحفاد بني اسرائيل بل هم من أحفاد سكان مملكة الخزر الآرين الذين اعتنقوا العقيدة التوراتية/ اليهوية في القرن الثامن الميلادي ( ولهذا قصه ) . وهي المملكة التي أسستها قبائل خزرية من أصول أسيو /منغولية Asiatic Mongoliod صنفت من قبل علماء الجنس البشري Anthropologist باسم Turco-Finns عند بحر قزوين وقامت هذه المملكه على انقاض المملكه التي اقامها المغول او شعب الهون Huns في اوروبا الشرقيه بين 372 – 453 م . وتوسعت المملكه واخذت موقعها الدولي في القرن السادس م . واصبحت اكبر دوله على الارض بين القرنين السابع والعاشر وندا للامبراطوريتين البيزنطية والاسلامية بعد سقوط الفارسيه . وكان لها تاريخ مع الخلافه الاسلامية لستة قرون منها قرن من الحروب فشل فيها المسلمون من اجتياز القوقاز مما حمى اوروبا من المد الاسلامي
إن ظهورهم المفاجئ مرتبط بسقوط وتلاشي امبراطوريتهم عن الخارطة في القرن الثالث عشر الميلادي وانتشارهم في روسيا ودول أوروبا الشرقية الناشئة من اراضيهم ومن ثم الغربية فامريكا (ولهذا قصه ). حيث أصبحوا جزءا من رعايا تلك الدول ورفضوا الاندماج مع شعوبها. وأصبح هؤلاء المتهودون الخزريون Self-Styled jews يتواصلون مع بعضهم في الشتات باسم اليديش ولغة اليديش وهي لغه مهجنه تحتوي على كلمات المانيه وسلافيه وبلطيقيه وعربيه بحروف عبريه ويشكلون اليوم أكثر من 95 % من يهود العالم واسرائيل.
لقد دخلو في صراع داخلي مع الاوروبيين دام قرونا انهك اوروبا اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا وسياسيا وعاشوا بدورهم حياة الاضطهاد في روسيا واوروبا نتيجة تحميلهم مسؤولية العديد من الكوارث الاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بالأمم الأوروبية حتى أصبحت كلمة Jew التي اختلقوها في القرن الثامن عشر م شتيمه ، وكان مطلبهم هو منحهم دولة على أية بقعة من امبراطورية الخزر القديمة أو أي مكان أخر ، ولم يمنحوا ذلك لأسباب منها عدم وجود مبرر سياسي يمكن قبوله .فقاموا فيما بعد بتخطيط من الحركة الصهيونية التي أنشأوها مؤخرا بتسويق أنفسهم على أنهم من أحفاد ابراهيم وبني اسرائيل وأصحاب الوعود الالهية في أرض فلسطين . تلقف الأوروبيون هذه الفكره ،وما كان لها ان تسوق وتنجح لولا تأييدهم لها . حيث أنها مثلت فكرة خدمتهم في التخلص من متاعب هؤلاء القوم ومن مطالبتهم وبالتالي كانت فرصة لتصديرهم .ومن هنا كان تأييد الغرب لهم في احتلال فلسطين لتكون وطنا بديلا للخزر يشكل مصلحة عليا لهم .
بقيت حقيقة الهوية العرقية والتاريخية ليهود الخزر ومملكتهم الى ما قبل سبعة عقود مخفية ومركونة في بطون الكتب والوثائق والمراجع والخرائط التاريخية في المكتبات الغربية الكبيرة وفي الموسوعات ومنها 327 مرجعا وكتابا ومخطوطة ودراسة بلغات مختلفة موجودة في مكتبة نيويورك العامة لا يطلع عليها سوى الباحثون . وقد حاضر ونشر في هذه الحقيقة وما يتصل بها من حقائق وتفصيلات العديد من العلماء والباحثين والمختصين اليهود والغربيين . ولكن صوت الهيمنة والسيف الصهيوني المسيطر في الغرب وأمريكا كان وما زال قادرا على أن يكتم ويطمس هذه الأصوات .
إن السكوت عن حقيقة أصول هؤلاء المتهودين التي أغفلها تماما الاعلام الغربي ومسئولو حكوماتهم ، والولايات المتحدة عن وعي ، هو استمرار في التكتم على خديعة كبير وخطرة ترتب عليها استحقاقات معتقدية أدت الى نتائج تجاوزت تشريد شعب فلسطين واحتلال وطنه التاريخي ، الى تزييف التاريخ ، والاخلال بأمن واستقرار العالم الى اليوم . وإن صدقية خزرية يهود اليوم لا تكمن فقط في صدقية جميع الأراء الموثقة والمعبر عنها ، بل تكمن في عدم وجود من ينفي تلك الآراء أو ينفي خزرية جموع يهود اليوم واصولهم غير الساميه
إن اللعنة والعقاب الصارم سيلحق بكل من ينبش أو يطرح تلك الحقيقة ، وذلك لما يترتب على كشفها من سقوط أي دعوى أو مسوغ تاريخي أو توراتي بشرعية وحق يهود الخزر في فلسطين والبقاء فيها . اضافة الى فقدانهم لكل لمكتسبات السياسية والمادية التي يتمتعون بها استنادا لادعائهم بتلك الكذبة ناهيك عما يترتب من مسئولية كبيرة على روسيا والغرب . وأستذكر في هذا وزير الدولة البريطاني لورد موين Lord Moyne حيث عندما صرح في مجلس اللوردات بتاريخ 9 / 6 / 1942 بأن اليهود لا ينحدرون من العبرانيين القدماء وأنه ولا حق لهم في الادعاء بالأرض المقدسة فانه قد اغتيل في القاهرة من قبل عصابة شتيرن Stern Gang . وكما أستذكر الملاحقة والمصير المؤسف الذي واجهه دوغلاس ريد Douglas Reed الرئيس السابق لمراسلي التايمز في وسط أوروبا عندما كتب في عام 1950 بأن الصهاينة في أوروبا الشرقيه ليسو ساميين كالعرب ولم يطأ آباؤهم تراب فلسطين .
اما على صعيد العرب فان عدم التطرق الى تاريخ الخزر وتزييف أصولهم التي على أساسها ادعوا بفلسطين واحتلوها ، وخلو المناهج الدراسية منها ، وعدم تطرق المفكرين والباحثين والكتاب والساسة العرب الى تلك الحقيقة، هو مؤشر على خليط من التخلف العلمي والبحثي ، ومن عدم الشعور بالمسؤولية وخوف الحكام الذي قد يفسر في اطار حالة الانهزامية والاستسلام . وقد تقدمت مدفوعا بعلمي أن الدكتور عبدالله النسور يعرف بالحقيقة ، إلى أول وزير تربيه له وهو من ابناء النكبه بشروحات موثقه وكتاب باسم مؤسسة بيت الاردن للدراسات والابحاث التي كنت أديرها طالبا ادخال مادة تاريخ الخزر في مناهجنا الدراسيه . لكن شيئا لم يحدث . وإني اتفق مع بعض المتابعين معي بأنها كانت وما زالت مسئولية الفلسطينيين بالدرجة الأولى ،ولكن باعتقادي كان الجهل بالتاريخ قد منعهم . فمن رفع السلاح كأبي عمار لا يخشى من رفع الكلمه.
إن كشف الحقائق اليوم اصبح خلفنا مع استواء الطبخة . وما الكتابة الا للتنوير على تقصيرنا وخياناتنا المتلازمة مع عدالة قضيتنا وفساد قضيتهم . ..
. الشعب الاردني ما زال يتماهى مع الشعب الفلسطيني منذ لحظة النكبة، والنكبة هذه كانت على رأس الفلسطينيين والاردنيين في آن واحد . فلسطين ليست لأهلها والأردن ليس لأهله . الأردن ملجأ للضحايا ، ولم يعد يرقى لوطن بديل للفلسطينيين بل مسكنا لهم لأنهم بلا هوية وطنية سياسية ، ومسكنا للأردنيين أيضا لأنهم بلا هوية وطنية سياسية . وهذا هو الأساس الذي قام عليه الاردن الحديث ،وأرشيف بريطانيا الدوله المنشئه له متاح ومنشور ، وهذا ما يستكمل حاليا . الحرب كانت مستمرة ولا هوادة فيها لإلغاء الهويتين الاردنية والفلسطينيه ولم يعتمد للأن أي عنوان أو متلازمه تدل على هوية وطنية سياسية للأردنيين فهذا من المحرمات .. شعبان مهزومان ومستهدفان بهويتيهما . وما وراء ذلك هو احتلال فلسطين وتهويدها بالكامل . فلا يحلمن في هذا العصر فلسطيني بالسيادة على شبر في فلسطين ولا يحلمن اردني بأردنية الأردن .