فوضى عالميه والجانيه في منطقة الأمان

هناك ظاهره دولية واحده مقبوله في هذا العالم رغم أنها غير مبرره قانونيا وسياسيا وانسانيا واخلاقيا . وما زالت هذه الظاهره تتسبب في خلق وتعميم العنف والفوضى والمعاناة البشرية والخلل في النظام السياسي الدولي ، بطلتها اسرائيل .
إن العالم كله بأنظمته وايولوجياته دون استثناء يعتبر هذا الكيان المتمرد فوق القانون الدولي والانساني . ويصمت عن ممارسته ويرضخ لرغباته ، ويطوع قوانينه ويمسخ خطابه ويضحي بمصالحه حين يتعارض واحد منها مع هدف إرضاء هذا الكيان . إن هذا الموقف الدولي العام إزاء هذه الظاهره التي ترسخها وتقودها أمريكا هو المسئول بالدرجة الأولى عن إشاعة اليأس وفقدان الثقة بالنظام الدولي ، والتمرد اللامنضبط في نفوس مئات الملايين من العرب والمسلمين واحرار العالم. فهذه الظاهره الدوليه المرتبطه باسرائيل هي المسئولة عن فقدان الأمن الجماعي ، وعن ظاهرة الارهاب المعاصره
مر الشباب العربي و المسلم في مراحل لقرون عايش فيها الفقر والبطالة والظلم والتمييز والاستعمار، ولم تظهر بينه ظاهرة الارهاب المنظم ولا التطرف أو التعصب الديني ولا استخدام الدين ، ولم يستحوذ على نفوسهم كره الاوروبين ولم يصبح اليأس ظاهره . ولا تفجير أنفسهم بالأخرين . فما هي الحقيقة وما هو المستجد ….. لتصارح أمريكا وكل أنظمة الغرب شعوبها بأن ما يسوقونها كمنظمات ارهابية اسلامية او عربية وأسماؤها معروفه ما هي الا واجهات مافيوية يجمعها المال والبحث عن المتع والمغامرات والجهل .وبأنهم كأنظمة يختترقونها أو يصنعونها ويمولونها ، ثم يواجهونها احيانا أخرى فيتبادلون كأس المر معها يتجرعها الأبرياء . وتلتزم هذه التنظيمات معهم ومع بقية انظمة العالم بقواعد اللعبة السياسية عندما تضع اسرائيل في منطقة الأمان تماما كما يفعلون . ولكنها واجهات تخفي وراءها أكمة بشرية مكتظة تحتضن الخطر وما قد ينهي تعايش الشعوب.
، إنها واجهات مافيوية مرعية وموظفة لانتحال اسم العرب والمسلمين أصحاب أعدل قضية في التاريخ لتفتك بها . وأصحاب دين يفتي على لسان رسوله العظيم بأن هدم الكعبة محجهم و قدس أقداسهم أهون من قتل انسان بريئ . لكن الأهم هنا أنه ما كان لهذه المنظمات الارهابية أن تتشكل أو يسهل تشكيلها في مجتمعنا إلا على هامش استغلالها لفكرة لعينة من زراعة أمريكا والغرب من واقع تعاملهم مع جرائم اسرائيل واحتلالها ، فكرة قد استنبتت فكرا ولد بدوره أكمة من اليأس العربي والاسلامي العارم العام ،وإذا كان يمكن إنها ء تلك المافيات الارهابية أو إدخالها في حالة البيات ، فإنه لا يمكن قهر ذلك الفكر الولاد اطلاقا ، الا إذا انتصرالأمريكيون والأوروبيون على أنفسهم وقهروا الواقع الذي يقوم عليه هذا الفكر المنبثق من موقفهم من سلوك سرائيل . إنه فكر غير منظم ، ولا يجمع أصحابه ما يجمع الارهابيين بل يجمعهم اليأس المفضي الى أن يصبح الانسان في مواجهة مع نفسه وربه ينهي بها يأسه بطريقته . لكنهم يمثلون خزانا مفتوحا للاستغلال ، وقد يشكلون مشروعا لأخذ زمام المبادره ،
لقد قطعت امريكا وحلفاؤها على الشباب العربي والمسلم كل طريق منطقي يفسر فيه سبب موقفها من اسرائيل الذي لا يخضع لميزان الربح والخسارة ولا لوحدة مفهوم العدالة والقيم والخلق الانساني المتحضر . وجعلوا من هذا الكيان الصهيوني بوصلة لحركة عقل المواطن العربي حتى لم يعد يجد سببا لموقفهم وسلوكهم سوى أنه مستهدف كعربي أو كمسلم ولا حقوق قانونية ولا انسانية له ويجب أن يذبح على مذبح الصهيونية .
إن امريكا والغرب يجانبون الصواب ويبتعدون عن الحل ويعززون الارهاب حين لا يربطونه بظاهرة خزان اليأس والعنف والكراهية المرتبطة بموقفهم المتواطئ مع اسرائيل واحتلالها وارهابها ، وينحون بدلا من ذلك لربطه بالتعصب الديني والفقر ومعاداة الغرب . متغافلين عن حقيقة أن هذه الواجهات الارهابية تقوم وتحشد وتجيش وتعيش على حساب مستحقات نصرتهم لارهاب اسرائيل واحتلالها ،وذلك حين تستغل هذه الواجهات الارهابية ما يتركه ذلك من أثار نفسية لدى الشعوب العربية والاسلامية ، ومن قناعات تتعزز وهي تشهد الشعب الفلسطيني يواجه تطهيرا عرقيا ودينيا وتاريخيا ممنهج بصمت دولي ، في الوقت الذي يتذكر فيه هذا الشعب ولادة الارهاب المعاصر الفظيع حين جاء به اليهود للمنطقة واستخدموه كوسيلة لتهجيره من فلسطين ، واستأنفته اسرائيل لغاية اليوم بأوطى وأجبن الصور ضد أطفال فلسطين تحت الاحتلال ، ويكون الرد الأمريكي بكل بساطة ، بأن هذا من قبيل الدفاع عن النفس .
إن الكأس الذي يشرب منه أبرياؤكم في المناسبات ،وحينما تقتضي اللعبة نقل معركة القط والفأر لأرضكم ،هو كأس أنتم من صنعه او تسبب في صنعه مع شرابه ، وشعب فلسطين اعتاد على مذاقه حتى أصبح ماءه اليومي ، دون أن تأبهوا أو تواسوا ، بل تحملونه المسئولية . والفلسطينيون وحدهم من يعرف ويحس بمرارة مذاقه ، والأكثر تألما مع ذوي الضحايا الابرياء منكم ومنا . ونحن العرب والمسلمين المتعاطفون الحقيقيون مع ضحايا الارهاب ، والرافضون الحقيقيون له . أما أنتم ، فلا نريدكم تتساوقون مع أهدافه حين تفرضون العقوبات الجماعية علينا وتسلبون حقوقنا القانونية المكتسبة وتضيقون الأرض علينا مع كل عمل إجرامي لهم .
ولرأس الشر البشري ،اسرائيل أقول ، إن كنت اليوم في منأى عن العدالة وعن مذاق كأس الإرهاب . فإن مذاق كأس خزان الشرف العربي سيصلك يوما وستختفي مافيات الارهاب مع هذا الوصول .