كلمة آل الفقيد في ماضي العرب

إن الانسان الحي هو روح وعطاء ، والعرب عادوا بلا كليهما منذ انتهاء الفترة الثانية للخلافة العباسية ومثيلتها في الأندلس وذلك بعد قرون حافلة بالعطاء العلمي والأخلاقي للبشرية ، وهذا وثقه التاريخ المدون بالمخطوطة وتعرفه المكتبات الأوروبيه . ولا داعي للتحدث به ، وأكتفي هنا بالتحدث عن وجودهم المادي في عمق التاريخ ولوحة شرفه ، بعد أن نعتهم دلمون نيابة عن شقيقتها الكبرى ،رمثن كيمه ،الميتة سريريا . فرحمة الله عليهم وعلى أمة صحا جيلها الحاضر وهو يرى جيوشها تسوس وتحكم ومدنيوها يحاربون على ساحتي الدف والقتال ، فلا أدل على أن شهادة وفاة العرب قد قطعت أكثر من تحالف وتآمر عدوين لبعضهما امريكا وروسيا على جثة أوطان أصدقائهم أو نواطيرهم الذين أصبحوا يتسابقون على استباق تقسيم سادتهم لأوطانهم بتقسيم أخر من عندهم يشبع نهمهم الطائفي. وللمتفائل أقول انظر للواقع العربي ،فكيف التفاؤل بربح جائزة اليانصيب دون بطاقه والدولاب يبرمجه الصهيوني
وفي موضوعي أقول ، إن ذكر كلمة العرب جاء في القرأن الكريم وفي العهد القديم وفي السيرة التاريخية لما قبل الميلاد بآلاف السنين وهذا ما يوثق قدم وجودهم وحضورهم ، ويعتقد الكثيرون خطأ بأنه لا يوجد شيء مدون عنهم أو عن تاريخهم الأقدم كأصحاب حضارة . فوجودهم الحضاري والسياسي على المسرح العالمي مدون لكنه لم يكن باسمهم كعرب بل بأسماء أخرى لهم ما زلنا نتداولها الى اليوم وهي الأسماء التي أطلقت عليهم بعد امتداداتهم كشعوب نزحت من الجزيرة العربية وبنت الحضارات العريقة والأكثر انتشارا وتنويرا وتأثيرا كالأموريين والأكديين والبابليين والكنعانيين والأراميين وسبأ ومعين إضافة للدويلات المحلية في المنطقه مثل أرام ومواب وعمون وادوم والبتراءوغيرها· وحتى مع وجود حضارة سبأ وحمير ومعين داخل الجزيرة فلم يصار إلى تثبيت الواقع العربي باسمه الصريح كعرب الى حين مجيء الإسلام وتمكنهم من وضع أنفسهم حينها على الخارطة كعرب وكمسلمين واستئنافهم بهذا الاسم بناء حضارة وضعت لبنات الحضارة الغربية كما وضعت حضارة أسلافهم بين النهرين الأساس لحضارة الاغريق .
يتفق المؤرخون والباحثون وعلماء التاريخ والاثار واللغات والجنس Anthropography أن الشعوب القديمة التي سكنت وبنت الحضارات في بلاد الشام وبين النهرين قد خرجوا من الجزيرة العربية وأنهم ينتمون إليها باستثناء السومريين . وأنه استناد لما يربطهم من وحدة الموطن والنشأة والثقافة واللغة ونمط التفكير فإنهم يشكلون أقواما كشعب واحد بمصطلح العرب . وليس بالضرورة عرقا واحدا ، وقد قمت ببحث بسيط في المصادر العربية والأجنبية عن أصول العرب باسمهم هذا
بالنسبة للمصادر العربية ، نقرأ بأن العرب ثلاث طبقات هي البائدة والعاربه والمستعربه · أما البائدة فيقول النسابون أنهم السكان الأصليون لجنوب الجزيرة العربية وبأنهم العرب الخلص·وبهذا المفهوم فهم عرب عاربه أيضا· ويفترض أن العرب البائدة قد بادت قبائلها بفعل الكوارث الطبيعية· ويذكر ابن خلدون في كتابه المقدمه أن مصطلحي العرب العاربه والعرب البائده لهما نفس المعنى وان العرب العاربه هم عاد وثمود وطسم وجديس وعماليق وعبيل واميم ووبار ورهط وجاسم وقحطان· وأنهم سموا بالعاربه للرساخة في العروبه . وكرر حمزه الاصفهاني في كتابه سني الملوك هذه الأصول . ومن النسابين من ينسبهم إلى ارم بن سام بن نوح·
إلا أن القرآن الكريم وهو خير الموثقين قد وثق وجود بعض العرب البائده حين ذكرهم قبل أكثر من 1400 عام .
أما المؤرخ اليماني محمد حسين الفرج فذكر بمجلده اليمن في التاريخ مفترضا سيرة العرب تمتد من 5000 ق م مقسما العرب إلى طبقتين الأولى وتتبع عاد وهي العرب العاربه وأن الجزيرة العربية هي موطنهم وتمتد إلى مصر وبلاد الشام· وأنه من نسل عاد جاء يعرب بن قحطان وأن ثمود سكنوا بين الحجاز والشام · وعن نسبه فيرجح أنه قحطان بن يمن بن قيدر، أو الهميسع بن يمن بن قيدار الا أن الأغلبية يرجعونه إلى قحطان بن عابر بن شالح بن ارفخشاد بن سام بن نوح· وهذا التسلسل مأخوذ تماما من التوراة، مع اختلاف بسيط وهو أن قحطان ورد في التوراة باسم يفطان·
والطبقه الثانية وهي العرب المستعربه قالمقصود بهم سكان شمال الجزيرة العربية وموطنهم الحجاز ونجد· وهم ما اتفق على تسميتهم بالعدنانيين· ويقال بأنهم سموا بالمستعربه لأنهم جاؤا أصلا من المناطق المجاورة للجزيرة وانخرطوا مع سكانها وصاهروهم وأصبحوا عربا وهناك من قال بأسباب أخرى لغوية·· وتنسب هذه الطبقة دون سند إلى معد ونزار وفهر ومنها قريش بجانب ربيعة ومضر التي تفرعت منها قبائل عديدة وصولا الى بكر وتغلب · وهؤلاء العرب سموا في عهد الأمويين( قيس) بينما سمي العرب العاربة في الجنوب( يمن·)
كما أن هناك أراء تنكر التفريق بين القحطانيين والعدنانيين من حيث عروبتهم مدفوعين بعدم التسليم بأن تكون قريش وقبائلها ومنهم سيدنا محمد من العرب المستعربه .
أما العرب في المصادر الأجنبية· فقد عرفوا بلفظة عمورو أو أمورو وهو اسم الدوله التي أسسها الأموريون بحدود الألف الثالثه الى الرابعه ق م ثم انتقلت اللفظه بعد أكثر من الفي عام إلى عريبي ثم إلى عرب · وأن أول ذكر تاريخي مرصود للعرب بهذه اللفظة قد جاء من الأشوريين عندما أطلقوا كلمة عريبو على سكان الجزيرة حيث ورد ذلك في كتابات الملك الأشوري شلمنصر الثالث 858 -824 ق م في نقش له, وكما ورد في كتابات أخلاف شلمنصر أن ملوك بلاد العرب قد سميوا بملوك (العريبي) كما أطلقت كلمة العريبي على الأراميين والأدوميين
ويذكر الروفسور المؤرخ روبرت وليام روجرز Prof.RW.Rogers في كتابه Cuneiform Parallels ما يؤكد ذلك من خلال أمثله تاريخيه لا مجال لذكرها هنا للإختصار .كما يذكر العلامة الالماني أدولف كروهمان Adolf Grohmann في بحث له عن تاريخ العرب أو كتابه (أصل العرب) بأن الأراميين الذين تدخلوا في شؤون (بيت زماني) في أعالي الفرات سنة 880 ق م لمساعدة سكانها من دحر معتمد الملك الأشوري أشور ناصر بال الثاني (884 -859) ق م هم أسلاف العرب·
أما عالم الأثار الألماني الدكتور فريتز هومل F.Hommel فقد أرجع العرب والأراميين معا إلى مسمى لاسم واحد حيث ذكر في مؤلفه التقاليد العبرانية القديمة ما نصه “ان الأراميين الذين ورد ذكرهم في الكتابات القديمة كانوا ينتمون إلى العرق البدوي الخالص وهم يحملون نفس الأسماء التي نجدها في التسميات العربية· لذلك فاننا لا نكون بالغنا في الكلام عندما نؤكد أن الأراميين في الألف الثانية قبل الميلاد وفي العصور التي تمتد لزمن ازدهار الامبراطورية الأشورية كانوا والشعب العربي العظيم شعبا واحدا ومن عنصر واحد متماسك”. انتهى·
بالنسبة للتوراة والعهد القديم فقد ورد اسم العرب مرارا فيها ولكن دون أن تتكلم عن أصولهم أو تحديد أماكنهم لكنها أشارت اليهم كملوك وكتجار . واذا اعتمدنا تاريخ كتابة التوراة في القرن السادس ق م يكون اسم العرب موجودا قبل هذا التاريخ حيث ربطت النصوص التوراتية ذكرها للعرب بأحداث قديمة وأدرج تاليا النصوص التوراتية التي التي ذكرت اسم العرب جمعتها لدى قراءتي للعهد القديم
الإصحاح 7 /سفر اخبار الايام الثاني جاء به ، وكل ملوك العرب وولاة الأرض كانوا يأتون بذهب وفضة إلى سليمان·
الاصحاح 21 /سفر اشعيا جاء به ، وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانين·
الاصحاح العاشر /الملوك الأول والحديث عن الذهب الذي أتى إلى سليمان زمن بلقيس جاء به ما عدا الذي من عند التجار وتجارة التجار وجميع ملوك العرب وولاة الأرض·
الإصحاح 21 /سفر اخبار الايام الثاني جاء به ، هاج الرب على يهورام روح الفلسطينيين والعرب الذين بجانب الكوشيين·
الإصحاح 22 /سفر اخبار الايام الثاني جاء به ، وملك سكان اورشليم أخزيا ابنه الاصغر عوضا عنه لأن جميع الاولين قتلهم الغزاة الذين جاؤا مع العرب إلى المحلة·
الإصحاح 26 /سفر اخبار الايام الثاني ، جاء به وساعده الله على الفلسطينيين وعلى العرب الساكنين في جور بعل والمعويين·
وإلى المعزين أقول لقد كنا ولاة الأرض، وعندما يكتب الأعداء تاريخ نواطيرهم سننهض بعدها من الرماد نحن الشعوب وننتزع حريتنا ونقيم بالمنطق تاريخنا الحديث ، فبالمنطق سحقنا وبه فقط ننهض.