كلهم في فخ الصهيونيه

إن تلبيس العربِ مهمةَ ذبحهم لأنفسهم وتدميرهم لدولهم وهجرهم اوطانهم هي سياسة صهيونية استراتيجية قديمة لتحقيق أهدافها بلا كلفة ولا مسئولية . وما كان لها أن تكون لولا وجود مكونات بيئتها ، ولا أن تتشكل لو لم يكن لها أدوات مستفيده . ولا أن تنجح لو لم تكن الوسيلة دينية . فالعاطفة العقدية وحدها القادرة على تحييد العقول وإلغاء قيمة الحياه . والتطرف تضخه ماكنات عملاقة وبيئتنا السياسية حاضنه ، والأدوات مستفيدة ولا نحن قادرين عليها . والوسيلة تسير بعقول مغسولة وموجهة لتكون الوقود تحرق فيه نفسها ومن حولها .
نحن العرب والمسلمين نعيش حربا علينا نتوهمها طائفية عقدية، وأدواتها تشنها وتفهمها حرب طائفية سياسية . والإرهاب جسدته الصهيونية الأمريكية ،وغذته من واقع البيئة السياسية التي تعيشها شعوبنا ، وعلى إسمه الموهوم تتوكأ الأدوات في تدمير الأمة كجزء أساسي من المخطط . أمريكا وتركيا وأصحاب المال شكلوا منا المعارضة التي يسمونها معتدلة وسلحوها ، وايران شكلت منا ميليشيات طائفية بترحيب امريكي، تضرب من فوق الطاولة وتحتها . وكلها متطلبات ، تماما كما هي داعش زرعت للعرب حصرا في خدمة الجميع ، متطلبا .
توقفت امريكا وأنظمتنا عن الفعل وتركت وراءها تشكيلاتها المقاتله وقراراتها الأممية ومواقفها .وتركوا روسيا وايران تعزز الميليشيات الطائفية . وكل ذلك فصلا في سيناريو . ورَوض الاستفراد الروسي تركيا وانضمت لمنافِستها ايران تعتمدان في مصالحهما على روسيا وتنسقان معها ، لكنه استفراد وترويض مرحب به لأمريكا ، ويحقق لها هدفا مرحليا صعبا نحو طاولة مفاوضات الصفقه . وليس ما تقبضه الدولتان الاقليميتان مضمونا لهما في النهاية . وانشغلت الأنظمة العربية المهجورة بعظمة جرداء رُميت لكل منها ، تُطأطئ رؤوسها عليها وتتلهى . ولن تبدأ أمريكا معها ثانية إلا من حيث هي عليه الأن من هوان .
روسيا لن تستطيع الاستمرار بحرب مكلفة دون أفق لحل يوقف نزيفها . ولا ستسمر بالمراهنة على دماء شعب بأكمله . والحل يرتب على محتكره مسئولية إنفاق المليارات لبناء سوريا وغيرها من جديد ، وهو تساؤل ومطلب أصبح ملحا لروسيا لا لأمريكا . ولا أوروبا تقبل إدماج 12 مليون لاجئ بثقافة مغايرة . والأقلية الطائفية ليست قادرة في المحصلة على فرض نفسها أو فرضها من الأخرين على الأكثرية ، ولن تكون المزارات بؤرا استعمارية . وزواج أمريكا مع هذا مسيار، ومع ذاك متعة ، وينقضي وطره .
لا يستغربن أحد القول بأن روسيا والأنظمة العربية والعالم قد وقعوا في الفخ الأمريكي ، والخروج منه مشكلة لا تُحَل بدون امريكا . وكلما ابتعدت ستركض وراءها روسيا طالبة الشراكه ، وستجرب معها كل أدوات الابتزاز والاستفزاز حتى النووي ، وسيركض العرب لبيت الطاعة . وستحرص امريكا أن تكون النهاية من تفصيلها ، وستحرص روسيا على رأب صدعها وأخذ نصيبها بالتفاوض مع امريكا ، وسيبقى التدمير والتهجير وسيلة لطاولة المفاوضات وسيبقيان متلازمان الى أن تُنهك روسيا على انقاض سوريا أو تختصر الطريق .
هشاشة الأمن والاقتصاد في الأردن سياسه، والمطلوب هو جعل القيادة والشعب يشعرون بهذا الواقع . ولكن بقاء الحال من المحال ، والمؤثر الأساسي في نوعية التغيير مرتبطا بخيارات قيادته . إن النتائج المطلوبة صهيونيا في المحصلة لا تَحتمل إلا أردنّ آمنا مستقرا وملباة احتياجاته ، لكن ليس لهذا الأردن . فمشروعهم الأساسي فيه . لقد خرج النظام مرة عن بيت الطاعة ،وقد لا تتكرر، وإن تكررت في وقت متأخر أو خاطئ فالعواقب ستكون أخطر عليه وعلى الشعب مع بقاء النتيجة في المحصلة نفسها . والمعطيات لا تبشر بتحالف القيادة مع الشعب طريقا للخلاص .
كاتب اردني

Leave a Reply