القضية الفلسطينية هي الأكبر دلالة على زيف الادعاء بمفهوم الأمن الجماعي الذي قامت عليه منظمة الأمم المتحدة . سقط وستسقط. لتبقى فكرة توازن القوة وحدها الوسيلة في مواجهة قانون الطبيعه ” البقاء للأقوى ” وهي للفلسطينيين ” المقاومه “التي جردوا منها بخدع سياسيه إذ ليست هناك من قوة تجبرهم على ترك المقاومه أو على عدم العود إليها . وقبل الحديث عن مؤتمر باريس أقول ليست هناك من سابقه تاريخيه لاحتلال زال بدون مقاومه، ولا دولة مستعمَره تحررت حقيقية بدون مواجهه وطنيه .
ولا من دولة نظيفة الهدف تحارب عن شعب اخر ضعيف لتحرير أرضه ، ولكن بإمكانها دعم قضيتة سياسيا وإعلاميا بما يُيبقي القضية حية وصفحتها مفتوحة . وإذا كان هذا ما علينا أن نتوقعه كمخرجات لمؤتمر باريس الدولي .لكن علينا أن ننظر إليها كمخرجات لها أثر ملموس هذه المره .
لمؤتمر باريس أهمية وقيمة ،أما الأهمية فهي في مجرد انعقاد هذا المؤتمر في هذه الظروف التي غُيبت فيها القضية الفسطينية ، وهذا يعتبر اختراقا إعلاميا. والفضل فيه يعود لمقاومين وشهداء فلسطينيين عبروا عن إصرار الشعب الفلسطيني على الحياة في مواجهة الصمت الدولي والموت العربي . فتحية لهذا الشعب .أما التحية لناشطي الشعوب العربية فمرهونة بصحوة يبقون فيها القضية الفلسطينية حية على رأس أولوياتهم مع كل حدث يؤخر هذه الأولويه أو يُغطي عليها .
أما القيمة ، فهي في مخرجات المؤتمر التي تستبق إعادة هيكلة دول المنطقة ، فلربما يكون لها إن اختلفت ، تأثيرا على المخطط المرسوم لتصفية القضية ، لتشكل عندها المخرجات اختراقا سياسيا .
إن إصرار فرنسا على عقد المؤتمر بحضور دولي واسع رغم رفض إسرائيل كطرف أساسي ، فيه رسالة مفترضه من المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينيه لن تدفن في عبكة المنطقه ، وأنها قضية دولية ، وأوراق الحل لم تعد كلها في جعبة إسرائيل ، وفيه جرس يدق للتحرر من ضغوطات الصهيونية واحتكارها للحقيقة ، وبأن التخاذل الرسمي الفلسطيني والعربي لم يعد حاسما ولا ورقة كافية بيد اسرائيل .
لا أتحدث هنا عن مؤتمر يحرر فلسطين ، بل إنها ضرورة التفاؤل بمخرجات قد تغير مجرى المخطط الصهيوني في تقنين وأد القضية الفلسطينية دوليا . وأتدبر هنا الدلالة حمالة الأوجه في قول وزير الخارجيه الامريكي بأن المؤتمر قد يكون المحاولة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق سلام . ومع أن الأمر برمته مرتبط بموقف إدارة ترمب ، إلا أني أتساءل عما إذا دخلنا في مرحلة بدأ فيها تناقض المصالح الامريكية مع الاسرائيلية ، أو أن قناعة تشكلت بإنهاء الإرهاب من جذوره الصهيونية في فلسطبن ، وعقد النية على إنهاء الاحتلال . فأوروبا معنية بالإرهاب أكثر من غيرها.
إن ما سيطرحه المجتمع الدولي في المؤتمر على الفلسطينيين استنادا لمخرجات باريس في السنة الماضيه هو حل الدولتين الذي ترفضه إسرائيل رفضا استراتيجيا ، والذي ينطوي بالنسبة لنا على عبثية تسوية مكونات ملف القضبة الفلسطينية المعقده والمستحيل حل بعضها في ظل ميزان القوه المخسوف فلسطينيا وعربيا . وسنكون لذلك أمام عملية التفاف على هذا الحل وبما يحقق حلا لمشكلة الانظمة العربية والدول التي تنظر للفلسطينيين بعين مصالحها وربما العطف، لا بعين العداله . وعلينا أن نعلم بأن كل مؤتمر لا تحضره اسرائيل يكون لها فيه وكيل .
وبهذا، فمن المرجح أن يُستغل المؤتمر للانقلاب على حل الدولتين من خلال إثارة موضوع الفدرالية . فالبديل عن حل الدولتين هي فكرة الوطن البديل بسيناريو الفدرالية ، مما يوجب حرص الأردن على الوقوف بوجه محاولات حرف حوارات ومخرجات المؤتمرعن بحث مكونات ملف القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال ، ورفض ربط المبادرة العربية أو حل الدولتين بالفدراليه ، فهذا شأن أردني فلسطيني عندما تكون فلسطين دولة حرة كاملة السياده على خلفية تسوية كل مكونات ملف القضية الفلسطينية .
ويبقى الأمل في توازن للقوة يصنعه الشعب الفلسطيني بدءا بترجل من يتحملون اعباء الاحتلال ، وانبثاق انتفاضة تتماهى مع إحياء حق المقاومه الذي سيلقى هذه المره تفهما دوليا أوسع ، مقاومة لا تستهدف الا إسرائيل ، وتحرم استهداف أي صديق لها او داعم ، انها التناقض الأساسي وصاحبة القرار الذي اتخذته يوما صاغرة في جنوب لبنان وغزة ،