تكثر اليوم وتتنوع وتختلط الأسلحه الموجهة لصدور الأمة كهجمة شرسه . والحائر يتطلع دائما ولا شعوريا للوراء ، كالطبيب الذي لا يكتمل تشخيصه بمعزل عن تاريخ المرض والظروف التي نشأ فيها وصولا للعلاج . وبهذا أذكر القارئ الكريم والمسئولين بشي من تاريخ ما نعاني منه اليوم ، من خلال القاء الضوء على العنوان .
إن عبارة – بروتوكولات حكماء صهيون – أطلقها بداية الصحفي الإنجليزي فيكتور مارسدن Victor Marsden على كتاب أصدره عام 1921 بعد أن أعد مادته من ترجماته لوثائق أصلية عن خطة يهودية للسيطرة على العالم وأن هذه الوثائق مضمنة أصلا في كتاب للبروفسور الروسي سرجي نيلوس
Sergius A.Nilus باسم Protocols of The Meetings of the Learned Elders of Zion
وذلك في عام 1905 يكشف فيه خطة استراتيجية يهودية مدعمة بالوثائق عن كيفية سيطرة اليهود على العالم. بمعنى أن كتاب بروتوكولات حكماء صهيون هو في المحصلة ترجمة لكتاب سرجي أو لوثائقه الأصلية. وقد حورب الكاتب الإنجليزي واختفى الكتاب الذي أثار ضجة عالمية رغم إعادة طباعته .
وكما أكد العديد من الباحثين والمفكرين أن وثائق الكتاب تتضمن خطة شيطانية قديمة ذكر أن واضعها هو الألماني / آدم وايزهاوبت Adam Weishaupt / في عام 1770 م. وهو مؤسس جماعة النورانيين – حملة النور الشيطاني – والرأي المرجح لدى الباحثين أن واضعيها هم مجموعة سرية من اليهود. وأنها تتضمن حياكة مؤامرة يهودية ضد العالم بشعوبه ومعتقداتها وقيمها ومصالحها ‘والوصول الى حكومة عالمية واحدة’ والسيطرة على العالم.
ويلاحظ أن النسخة الإنجليزية للكاتب مارسدن تتضمن وثيقة فيها رسم لأفعى محيطه بالكرة الأرضية كلها بشكلها البيضاوي يلتقي الرأس بالذيل في عملية التفاف وفسر ذلك على أن الأفعى ترمز للنفوذ اليهودي (الأفعى كانت رمز الحكمة والقوة والدهاء لدى الفراعنة). ويقول كاتب الكتاب أن هذا الشعار على ما يبدو، هو ختم البروتوكولات ، ورسم ‘الهرم المشع’ أسفل الشعار، يعني الصلة القديمة بفراعنة مصر. وللتذكير هنا فان هذا الخاتم الرسمي للبروتوكولات موجود على الدولار الأمريكي من فئة الواحد دولار… ويذكر أن الحكمة الصينية القديمة تعتبر المثلث على الماء رمزا للشر وأن الدائرة تمثل الشيطان والقتل. ويؤكد زعيم الأصولية البروتستانتية في أمريكا الأب / بات روبرتسون/ أن هذا الشعار على الدولار، لا علاقة له بتحرير أمريكا. إنما صاحبه هو /آدم وايزهاوبت/ مؤسس المنظمة الشيطانية ‘التنوير’. أما العباره التي تظهر في قعر الختم باللاتينيه فإن ترجمتها هي نظام عالمي جديد ،أما العين اللامعة أعلى الهرم، في تحليله عين الإله المصري القديم أوزيريس ‘الذي يعودون إليه خلال الإحتفالات السرية البارزة التي يقيمها الماسونيون.
أما تحليل الجنرال الأمريكي / وليام جاي كار/ لهذا الختم، فيقول فيه: \ إن العين التي في أعلى الهرم ترسل الإشعاعات في جميع الإتجاهات، وترمز الى وكالات تجسس وإرهاب… ولعل الأهم هذا هو ملاحظة الرقم 13 على الشعار وسره الذي يرتبط باليهود الخزر اذ أن كل بند من محتويات الشعار عدده هو 13 ومثال ذلك فإن عدد النجوم في النجمة السداسية هو 13 وكذلك الأقلام المستطيلة فوق ذيل النسر، والحراب التي في إحدى قبضتي النسر، وان عدد الأوراق المتفرعة على غصن الزيتون بالقبضة الأخرى للنسر وعدد الطوابق التي تشكل الهرم الذي تعلوه العين الحارسة كل منها عدده 13. أما العدد (13) فمما لا شك فيه ان من يمثلهم هم يهود الخزر أو يهود اليوم كقبيلة ثالثة عشرة من بعد الإثني عشرة أسباط أو أولاد يعقوب وهو ما يشير إليه الكاتب اليهودي آرثر كيستلر، بكتابه (القبيلة الثالثة عشر). ويقول وليام كار أن هذه البروتوكولات عرضها ماير روتشيلد Mayer Rothschild (أحد كبار أثرياء اليهود، أمام اثني عشر من كبار أثرياء اليهود الغربيين، في فرانكفورت بألمانيا عام 1773م، أما كشفها فقد تم بالصدفة عام 1784م في ألمانيا نفسها من قبل الحكومة البافارية، وتمت محاربتها ومحاربة كل رموزها الظاهرة في ألمانيا أنذاك. ولذلك انتقلت الى السرية التامة، وسارع اليهود الى التنصل منها لا سيما بعد أن ترجمت تباعا بمختلف لغات الدول الأوروبية بدءا من عام 1920م. أما عن منطوق هذه البروتوكولات كخطة لسيطرة اليهود على العالم بعد افساده فقد كتب عنها الكثير وبشكل متشابه أو متطابق ومما جاء عنها في كتاب (وليام كار) //أحجار على رقعة الشطرنج// ما ملخصه: أن الحق هو القوة كقانون طبيعي. والحرية السياسية ليست حقيقة ويمكن قمع الرأي الآخرسرا. وأن سلطة المال أساسية. ويمكن محاربة الدين وإسقاط انظمة الحكم غير المواتية وايجاد حكام طغاه وافساد الأجيال الناشئة لدى الشعوب. كما يؤكدون على أن الغزو السلمي التسللي وامتلاك وسائل الإعلام أو السيطرة عليها والغزو الإقتصادي هو الطريق لكسب المعارك مع الأمم الأخرى والسيطرة على توجهات الشعوب. وللغرابة فان البروتوكولات تشير الى ضرورة خلق الثغرات في كل معاهدات السلام التي يعقدها اليهود.