ما البديل الاسرائيلي عند فشل فكرة الوطن البديل؟

نعلم بأن إسرائيل لم تنعم بالاستقرار السياسي والأمني منذ قيامها وكذلك المنطقه الى حد ما ، وأن ذلك مرتبط بالقدرة على طوي الملف الفلسطيني بمكونيه السياسي والسكاني . وأن السبب في عدم طويه للأن هو إصرار اسرائيل على تفريغ هذين المكونين خارج حدود فلسطن من البحر للنهر ، وتحديدا في الاردن باسم الوطن الأصيل . وذلك تحقيقا لموقفها الاستراتيجي في السيادة على كامل فلسطين باعتبار ان تخليها عن هذه السيادة يشكل عندها تهديدا لوجودها وللمشروع الصهيوني وخيانة للعقيدة التوراتية.
وقد مهدت اسرائيل البنية اللازمه لذلك في الضفة الغربيه وخلقت واقعا جديدا على الأرض من خلال الجدار والمستوطنات والتهجير وجعل الضفة منطقة طارده ، ولم يعد هناك أدنى امكانية عملية لقيام دوله متصله وقابله للحياه وذات سياده في الضفه ، ويترافق ذلك اليوم مع فوضى سياسية وأمنية في الاقليم وتغييب لعملية السلام. ومع تغيير غير مواتي لدينا في البنية الديمغرافية وغياب البيئة العربية المؤثره الى جانب استمرار بعض القوى الوطنية الفلسطينية الاردنية باتجاه تأييد اذابة الهوية السياسية الفلسطينية بدمجها مع الاردنية . وكلها عوامل تساعد في تسهيل مهمة اسرائيل أو لا تصعبها.
ونعلم بالمقابل أن الأردن يرفض ويستبعد إمكانية تحقيق الرؤية الاسرائيية على أرضه ، ويقلل من قيمة وتاثير ما هو متحقق على الأرض في الضفة على طبيعة التسويه ، كما يقلل من أهمية وتأثير الوضع الديمغرافي على ارض الأردن . ويمتلك ثقة كبيرة تتجاوز الوعود الأمريكية بأن لا يكون الاردن وطنا بديلا ، وتتجاوز أيضا عبثية عملية السلام عندما تترافق مع ترسيخ ما ينسفها ويهزئها من إجراءات اسرائيلية على الارض الفلسطينية ، ويكتفي او يستمر بالمطالبه بحل الدولتين دون سيناريو بديل نعلمه لفشل هذا الحل رغم أنه ذكرى لملهاة . ونعلم أن التركيبة السياسية والادارية الممارسة في الأردن على الأرض هي لتاريخه لا تصب في صالح فكرة الوطن البديل ، وصحيح أن في ذلك رسالة لاسرائيل والغرب لكنهم لم يتقبلوها . ونستحضر في هذا ايضا، الموقف الايجابي الشعبي الاردني والفلسطيني العام، وموقف جهازي الدائره والجيش.
وبصرف النظر عن عدم استيعابنا لأية مقومات نراها أو نعلمها تبرر ثقة الاردن بإصراره على عدم امكانية أمريكا واسرائيل بتحقيق الفكرة ، وعدم استيعابنا لقدرة الاردن على مواجهة الأمر الواقع عندما يوضع أمامنا كخيار وحيد يصبح هو الأفضل والبديل عن الانتحار ، فإننا ومن واقع ثقتنا بوطنية أجهزتنا ودورها ، وتقبل وجهة نظرها من باب أولوية المعلومة التي يمتلكها أو يستند اليها ( افتراضا) على تحليلنا في غياب تلك المعلومة المفترضه عنا ، ، فإننا نطرح التساؤلات التاليه على النخبة الأردنية المسئولة من داخل النظام. مؤكدين على أن فكرة الوطن البديل ليست قدرا محتوما علينا.
إذا نجح نظامنا كما يعتقد في حفظ الكيان السياسي الاردني المستقل والابقاء على الاردن دولة للأردنيين ، لتكون فلسطين دولة للفلسطينيين. فكيف لنا عندها أن نتصور السلوك الاسرائيلي في معالجة ملف القضية الفلسطينية بما يحقق لها جوهر مطلبها بالحد الأدنى ، ويحقق الامن والاستقرار في المنطقه كمطلب أمريكي اسرائيلي ؟ ، بمعنى ما هو الحل عند اسرائيل ، الذي يمثل لها خيار الصفر وتاثيره علينا. إن الإجابة هنا لا تحتمل القول بأن هذا شأنهم ونضع نقطه ، فنحن في قلب المعادله . ولا يحتمل القول بإبقاء الحال على ما هو عليه فهذا لن يكون مقبولا لنا ولامريكا ولإسرائيل .. والمواطن لا يمتلك المعلومة التي يمتلكها المسئولون للإجابة والتي على أساسها يستبعدون تحقيق فكرة الوطن البديل . بل يمتلك عناصر ومقومات التحليل مما يشاهده على الأرض والتي قد لا تكون كافية ولا مقبوله.
وفي نفس السياق فإننا لا نعلم عن شكل دولتنا نتيجة الاحداث الجارية في الاقليم ، وهل نحن بمعزل عنها ؟، وما الجدوى السياسية من إجراء إحصاء ديمغرافي شامل في الاردن في هذا الظرف العصيب بالذات وغير المستقر في دول الجوار. وهل هو رغبة أردنية مدروسة؟ أم نصيحة خارجية مثلا.
أخيرا ، نذكر ونحن نلتمس مناقشة التساؤلات ، باننا لا نتكلم عن غزة . فنظرة اسرائيل لها تختلف عنها للضفة الغربية ، فهي غير مرتبطه جغرافيا مع الأردن، ولا تعتبرها منطقه استراتيجيه وتمثل قنبلة سكانية بوجهها لسنين طويله قادمه . وكان انسحاب اسرائيل منها خيارا استراتيجيا لتحويل القطاع إلى ما يشبه دولة في قالب حكم ذاتي واسع في إطار مشروع إيجورا ايلند الذي يقوم على انشاء دولة في القطاع مضافا اليها بعض الاراضي وتتمتع بالسيادة على سكانها مع منحها مطارا وميناء ومعابر مفتوحة ورعاية اقليمية ودولية .