منظور نتنياهو للسلام.. من يواجهه

بمناسبة استمرار نتياهو في الحكم في ظروف عربية متراجعه . وهو الذي يمثل التطرف الاسرائيلي ويجمع في الحكم معه أعتى المتطرفين اليهود ، فإني أذكر العارفين العارفين بطروحات نتنياهو للسلام والتي يسوقها حصرا لأمريكا والغرب ويوثق ذلك بكتابه the peace among the nations .

حيث نرى بمرور السنين أن اسرائيل قد تجاوزت تحقيق تصورها للسلام إلى ما هو ابعد . ولا شك أن رفض الحكام العرب التعاون مع من تسميهم اسرائيل بالمتطرفين الفلسطينيين ونبذ طروحاتهم ، وقبولهم بنفس الوقت بالتعايش والتعامل مع القيادات الاسرائيلية المتطرفة وطروحاتها اللاغية للحقوق الفلسطينية المشروعة والأساسية ، يعطي رسالة خاطئة للمجتمع الدولي واليهودي مفادها أننا نتفهم نحن العرب المطالب الاسرائيلية المتطرفة وبأنها مطالب قابلة للنقاش وللتحقق ولا نتفهم ولا نقبل مطالب المتطرفين الفلسطينيين .والتي لا تخرج في واقعها عن الشرعية الدولية والتاريخية ، وإن خرجت فهي لا تلغي الوجود السياسي اليهودي في فلسطين بل تعطيهم نفس حقوق الفلسطينيين في دولة ديمقراطية .

يرى نتنياهو أن هناك نوعين من السلام هما سلام الديمقراطيات (.the peace of democracies) الذي يقوم بين الدول الديمقراطية , وسلام الردع (peace of deterrence) الذي يقوم بين الدول الديمقراطية والدكتاتورية . وأنه لكون إسرائيل ديمقراطية والدول العربية تحكمها الدكتاتوريات فان سلام الديمقراطيات كالذي بين أمريكا الشمالية والغرب والذي يقوم على فتح الحدود والتجارة والسياحة والتبادل العلمي والثقافي والتعامل مع المشاكل الخارجية وتسويتها بنفس الطريقة التي تتعامل بها الدول مع مشاكلها الداخلية هو سلام لا يتفق مع حالة إسرائيل والعرب . بل إن السلام الذي ينطبق على هذه الحالة والذي يجب أن يكون بين العرب وإسرائيل هو سلام الردع ، الذي يقوم على إقناع الدكتاتوريات العربية بأنها ستفقد بالحرب سلطتها . وهذا النوع من السلام يتم عن طريق التقوية المستمرة للبلد الديمقراطي إسرائيل وإضعاف الدول العربية . وبهذه الطريقة يكون السلام بيننا وبين العرب حتى تتغير الأنظمة العربية . ويضيف الكاتب إن إسرائيل لن تقبل بأي حال السلام المعروض عليها من العرب وهو سلام صلاح الدين ( تكتيك للإنتقال للحرب ) (tactical intermission) . ويقول نتنياهو بوضوح أن أقصى ما يمكن أن تقدمه إسرائيل من تنازلات في عملية السلام هو التالي :

1 منح قطاع غزة حكما ذاتيا يشتمل على كل شيئ باستثناء الخارجية والدفاع لكونه غير مهم من الناحية الإستراتيجية لإسرائيل

2 بالنسبة للضفة الغربية فيمكن إعطاؤها حكما ذاتيا لا يشمل سوى التعليم والصحة والشؤون الدينية والتجارية ويبقى لإسرائيل حق التدخل الأمني والعسكري والسيطرة على المياه . ويمكن تقسيم الضفة الغربية الى أربعة مناطق

3 أما الوضع النهائي (.status settlement.final) فهو لغايات بحث قضايا مثل منح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية أو الأبقاء على جنسيتهم الأردنية مع منحهم حق الإقامة الدائمة . وان الحل الدائم يجب أن يقوم على عيش الفلسطينيين بجانب اليهود تحت السيادة اليهودية أو المشاركة بالسيادة على الأقل . ويضيف نتنياهو :

ويضيف نتنياهو ، مقابل ذلك فان هناك شروطا إسرائيلية ومسائل يجب معالجتها من قبل الغرب كشرط أساسي لهذا السلام وهي :

أ اعاد توطين اللاجئين الفلسطينيين وفك كل المخيمات وإقامة مدن حديثة فوقها حيثما أمكن . أو استقبال اللاجئين الراغبين في شمال أمريكا وأوروبا ومساعدتهم للعيش في البلدان الغربية

ب) القضاء على ما يدعى بحق العودة المشار إليه في القرار 194/48

ج) إلغاء قرار التقسيم الذي يدعو لتدويل القدس

د) نزع الأسلحة غير التقليدية من العرب ومراقبة ذلك مستقبلا

أما عن مصلحة العرب من هذا السلام فهو الإستفادة من التقنية الإسرائيلية والتعاون لحل مشاكل المياه والتسهيلات الطبية والعيش بسلام .

وفي تبريره للإحتلال وامتثاله لقرار التقسيم يقول نتنياهو . إن المساحة التي تقوم عليها إسرائيل حاليا بما فيه الضفة الغربية + الضفة الشرقية (الأردن) هي بمجموعها تشكل فلسطين التاريخية والتي كانت كلها . تحت الإنتداب البريطاني , حيث تمثل المنطقة من البحر الى النهر فلسطين الغربية ويمثل الأردن الحالي فلسطين الشرقية ومساحة اراضيه 80% . والأردن هذا أخرجته بريطانيا عام 1922 من وعد بلفور أي من الوطن القومي لليهود . وإن الوضع الحالي يتمثل بوجود دولتين قائمتين في فلسطين الأولى إسرائيل أو فلسطين الغربية , وهي من البحر الى النهر لليهود . والثانية هي الأردن أو فلسطين الشرقية للعرب . ولتمتلك بهذا اسرائيل خمس الأراضي وتضم خمسة ملايين نسمه سدسهم عربا . بينما تشكل دولة الأردن أو فلسطين الشرقية أربعة أخماس الأرض وأن إنشاء دولة في الضفة الغربية يعني إنشاء دولة فلسطينية ثانية للعرب على حساب دولة إسرائيل .

أما عن أهمية وضرورة الاحتلال فيقول نتنياهو \ إن حدود إسرائيل قبل عام 1967 هي حدود حرب والانسحاب من الضفة الغربية هو مقتل لإسرائيل . وأنه لتأمين فكرة الحد الأدنى للمتطلبات الأمنية لإسرائيل يقتضي بقاؤها في سلسلة جبال يهوذا والسامره كحائط حماية من الشرق , وكعمق استراتيجي. وأن فكرة احتلال الأراضي والإحتفاظ بها لغايات الدفاع عن النفس من خطر محتمل ليس عملا شاذا وأن هناك أمثلة في التاريخ . وأمريكا ليست استثناء منها . وإن عودة إسرائيل لحدود 67 تمكن أالعرب من سحق إسرائيل بضربة قاضية , والضمانات التي يمكن أن يقدمها الغرب مقابل الإنسحاب الإسرائيلي هي في أحسن الحالات كالضمان الذي قدمه الغرب الى الكويت , إلا أن إسرائيل بهذه الحالة قد لا تنهض مرة أخرى من الصفر إذ أنها ستدمر بالكامل بعكس الكويت .

ومن عجب القول والأيام ، أن نتنياهو يتحدث عن أهمية الإحتفاظ بالضفة قائلا بعقلية وكلام الغازي المغتصب،بأنها مصدر ثمين للمياه وإن 40 % من مياه إسرائيل تؤخذ من الطبقات الصخرية في الضفة الغربية وأنه بدون هذه الكمية من المياه تكون إسرائيل على حافة الكارثة ولذلك فان أية تسوية بشأن الضفة الغربية يجب أن تأخذ بالإعتبار هذه النقطة سيما وأن الجولان يسيطر على منابع نهر الأردن الذي يزود إسرائيل أيضا ب40%))