من القسوة يخرج الفرج

إن للمرحلة التي تعيشها منطقتنا عنوان أساسي ، وعناوين فرعية كثيرة ، ولكل عنوان فكرته الاساسية، وعلى المعني بها التقاط ما يعنيه . أما العنوان الاساسي فبات الكل يعرفه بفكرته. وهو استكمال شروط تحقيق المشروع الصهيوني وعلى رأسها الشروط على الساحة الفلسطينيه بانهاء فكرة المقاومه ووسيلتها وأصحابها من ناحية، والقبول الرسمي العربي والفلسطيني بدولة اسرائيل كدولة يهودية صديقه بشفافيه طبقا للمنظور الاسرائيلي بصيغة ما، من ناحية ثانيه.
أما حزب الله أو المقاومه الاسلاميه الايرانية فليس لها ولغيرها من دول الاقليم مسوغ قانوني دولي لمواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين كمسأله تُطرح على انها تخص أصحابها . إلا أنها تمتلك المسوغ والمبرر في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد ككل لما يُلحِق بها من تأثير مباشر وغير مباشر.
ومن هنا يكون توريط الدول الأقليمية في أحداث المنطقة شرطا حتى لو شاءت الابتعاد عنها. وذلك لمواجهتها أو تطويعها كإجراء استباقي بهدف ضمان سلاسة تنفيذ المشروع الصهيوني المرحلي في فلسطين وفي المنطقه أولا ، ولكي تكون هذه الدول جزءا من مخطط الشرق الاوسط الجديد المدمجه به اسرائيل كقوة اقليمية ثانيا.
من هنا فإن التخبط الدولي والعربي في مواجهة الارهاب جاء مقصودا وموجها . وما ذلك الا موجبات ووسائل ومظاهر لفكرة العنوان الأساسي للمرحله وإنجاحها . كما أن أزمات المنطقة العربية السياسيه المفتعلة هي أيضا لخدمة مشروع العنوان الأساسي للمرحله ، تماما كما الأزمة مع ايران ومع تركيا على خلفية ما يجري هي أزمات مفتعلة ومصممة لخدمة مشروع المنطقه . وبالمنطق فإن هذه الازمات البينية العربية والبينية على صعيد دول المنطقه ستتوسع وتنتشر وستتحرك صعودا ونزولا حتى تأتي أوكلها لخدمة الفكرة الأساسية خطوة وراء أخرى .
سيشهد الشعب العربي في هذه المرحله الكثير مما يقلب حساباته على صعيد مفهومه ومفاهيمه للواقع الحقيقي لدوله ولثوابتها الواهمه . فهذا الشعب بدوله خرج من الاستعمار التركي المسلم المباشر الى استعمار صهيوني مباشر بالوكالة ، ويعيش هذه الحالة منذ ماية عام وهي فترة بداية النهضة الصهيونية وبداية شبابها في بلاده كغازيه ومستعمِره ، وفلسطين هي قاعدة عسكرية سياسية له، وفترة ماية عام ليست سوى عام اوعامين في حساب نهضة الدول القائمة على الغزو والاستعمار .
علينا أن نتأكد بأن مآل اسرائيل التي تعيش فترة بداية شبابها او فتوتها هو إلى الزوال ، وأنه لا مستقبل لها في منطقتنا إلا كمستقبل المستعمِر العابر ، إلا أن الطريق امامها تبدو على المدى المنظور ممهدة ولا يمكن وضع تصور لنهايتها ما لم تبدأ الدول العربية بحركة تحرر من الاستعمار.
ستكون الطريق أمام دولنا وشعوبها للتحرر والاستقلال ممهدة وأكثر وضوحا ومنطقية وتسويغا في نهاية هذه المرحلة التي نعيشها ، فمن الشدة والقسوة والصدمة يخرج الفرج . حيث في هذه المرحله سينكشف للشعوب العربية على ألسنة حكامها وافعالهم وإعلامهم بأن الدول العربية كلها تعيش حالة استعمار مباشر بالوكاله , وأنها دول لم تتوقف عن التنسيق مع الصهيونية الامريكية والاسرائيلية لا في حالات الحروب ولا في حالات السلم.
.وسيتكشف للحكام العرب واقع وحقيقة استخدامهم المرحلي ، وبأن تحالفاتهم الوهمية الخادعه تنقلب عليهم وعلى بلدانهم وشعوبهم بنتائج كارثية ستخرج من رمادها صحوة عربية شعبية على مساحة اوطاننا باتجاه واحد واحد هوالتحرر والاستقلال.

Leave a Reply