..نحن من أخرجك من قبرك

شهدنا في مختلف الدول العربية انظمتنا وهي ترفع شعار( البلد اولا ) ، و سوق بعضها له بلجان وبيافطات في الشوارع كمن يسوق لمنتوج فاسد.

وشككنا بمصداقية وأهداف رفعه كشعار لعدم تفهمنا لتوقيت وأسباب ذلك من واقع فهمنا أن تقديم المصالح الوطنية هو فعل مفترض لمفهوم بديهي وغريزي ، ويشكل محور دساتيرنا ومحور واجبات الدول وأنظمتها ، ورفعه كشعار يصبح محل تساؤل . وقلنا فليكن ولنتعايش مع الأمر . ومرت الأيام وقضى الشعار وطره ، لنسأل حكامنا من منكم ومنا اليوم لا يشهد أرض اقطار الوطن العربي وهي تتأكل وتستباح ، وشعوبها تذبح وتشرد ، ومبادئها وثوابتها تدفن ومعتقدها يشوه ومستقبلها يصوغه الأعداء ، وأنظمتها تتهزأ ، وتقزم همكم ودوركم الى عنوان اسمه الاخوان المسلمون ، وتحجم سعيكم في لجة المنطقة الى تشكيل محاور سياسية على نفس العنوان . والإخوان ليسو أولوية لنا ولظرفنا ولا هم من يهددون أوطاننا اليوم ، ولا أنتم ولا من هم وراء داعش غافلون عن أنهم نقيض الفكر الداعشي وكل تطرف ديني ، وحاجتنا اليوم لهم ولتماسكهم وللتحالف معهم هو أكثر من الأمس ، لكن الحكمة ما زالت غائبه والمعارضه ما زالت محرمه وهاجس الظن بأنهم الوحيدون القادرون على احتلال الكراسي ما زال هو الهم . والمشهد يفترضنا أغناما خلقنا لنساق الى المسالخ ، وأوطاننا مراعي لذباحينا ، و ويفترض حكامنا مجرد رعاة لهذه الأغنام يسوسونها لسكاكين السادة في قصور كسرى وصهيون والعم سام ، ولسنا في المشهد بشرا لنا عقول تفكر ، ولا حقوق غير قابلة للتصرف .

أين هي المرجعية العربية المفوضه بمعالجة الهم العربي ؟ . لمن نلجأ ونشكو نحن العجزة بما نراه يجري لنا ويحيق بنا بصمت عربي ودولي ، ولا نرفع رؤوسنا إلا ساعة نتوجه للسماء ندعو الله ينجينا . لقد عشنا السنوات ونحن نعرف أن لنا عدوا وتناقضا أساسيا واحدا هي الصهيونية ، وهرمنا معكم حكامنا وأنتم تبنون شرعيتكم وانقلاباتكم على إيهامنا بغيرتكم الوطنية وتصميمكم على تحرير فلسطين والانسان العربي … لكن فلسطين ضاعت كلها معكم وبكم وبقيتم طغاة علينا فحسب ، ولم تعد فلسطين هما ولا اسرائيل عدوا . فانكفأتم وانكفأنا لنصحو على جهنم دنيا جديدة ، كل حلقة في سلسلتها أكبر من فلسطين وأعمق ، على يد من اعتبرونا ظلما أعداء تاريخيين لهم ، فانتهزوا الظرف واستغلوا كل عدو لنا ليستهدفوا كل الوطن العربي وشعوبه وتاريخها وجغرافيتها بالضربة القاضية ولا أقصد هنا داعش فهو غول ستنتهي مهمته ويمر . ، لكني أقصد هنا الطامع الغازي الايراني صاحب المخالب في بقاع بلادنا وصاحب المشروع القديم الجديد ، يخلق ويسلح مليشيات مذهبية ارهابية ويقودها بنفسه في أوطاننا ، يهاجم بأيدي مطلقة يذبح فينا مع الذابحين على شكل مجازر وعلى شاكلة أساليب الصهاينة لدى غزوهم لفلسطين . ويتقاسم معهم بلادنا كحق تاريخي له مزعزم .

معادلة يسهل فهمها على من أخصيت ضمائرهم ولا يجدون شعبا ، معادلة تقول \ إن اسرائيل هي تناقضنا الأساسي وتسعى لتحطيمنا ، أو لإيجاد من يحطمنا ، فوجدت في ايران التي نحن من يمثل لها تناقضها الأساسي ونقيض مشروعها التاريخي… لتحطمنا . ولتتلاقى عندها المصالح الاستراتيجية بين اسرائيل والصهيونية الأمريكية وايران ويبنى التفاهم . فإيران واسرائيل حتى لو كانتا افتراضا أعداء لبعضهما ، فهما اليوم متنافسين علينا ، على أرض الملعب بروح رياضية ، ويدعيان بحقوق تاريخية متشابهة بأراضينا ، فكما القدس عاصمة اسرائيل التاريخيه، فإن بغداد عاصمة ايران التاريخية ومركز حضارتها . وكما هي فلسطين ملكا لاسرائيل ، فإن العراق إيرانية وجزءا لا يتجزأ من جغرافية فارس .، وكما هو الشتات اليهودي على اعراقه رعايا اسرائيليين ، فكل الشتات المذهبي العربي رعايا ايرانيين ، هكذا كليهما يدعي أو يصرح ويمارس . .بئست الطائفية السياسية التي يمرروها على ظهور أبناء من جلدتنا حين يستغلونهم بها لشوفينيتهم الفارسية وأحقادهم وأطماعم التاريخية ، وبئست شعارتهم الكاذبة والملطخة بدمائنا وتراب اوطاننا ونحن ما فتحنا بلادهم ولا جئناهم الا برحمة الاسلام لا بشوفونية عربية ولا عدوانا … فبئست عقدة القادسيه أيضا .

من منكم حكامنا ما حس بالأمس ولا يحس ويرى اليوم التحالف أو التفاهم الإيراني الصهيو أمريكي على أوطاننا بثوب الشاه والملا ، معلنا كان هذا التحالف أم غير معلن ، فهو قائم على الأرض في تقاطع قاطع لمصالح محرمة . من منكم لم يلاحظ من الممارسات كيف أن اسرائيل تعدل المسارات في سوريا بقبول ايراني حين لا تتقاطع تلك المسارات الايرانية مع مصالحها وكذا ايران وأمريكا في العراق ومختلف أقطارنا ، ومن منكم جاهر بالسؤال عما يجري في اليمن عندما تغيب سلطتها وتفتح سواحلها الداشرة على طول 2500 كم تنادي كل ارهابيي العالم …. ولا تذهب اليها داعش ، بل تذهب الطائرات الايرانية بصمت أمريكي . من منكم لا يرى ايران تحكم العراق وسوريا ولبنان واليمن وتتطلع الى مملكة البحرين وتنهش وتبتز دول الخليج ، أو لا يراها تتقاسم النفوذ والمصالح في بقية وطننا مع الطامعين .

. تبا لك من زمن فيك حكام بلا حكمه ولا دراية بالتاريخ ، الأوطان عندهم سلعة تباع بكرسي من خشب ، شهاد زور على ما يجري لشعوب أنهكوها وحاربوها فيما كرمها الله به ، فلا طعام من جوع ولا أمن من خوف ، فلعله أخر الزمان ، يطوفون بقاع الأرض لتسويق أنفسهم ونحسب طوفهم طوف حماة الديار . فلم يكن تاريخ العرب إلا مجدا وفخارا ، وتاريخهم فرسا ويهودا ذلا وعارا ، تبا لك قورش يا صهرا وحليفا تاريخيا لرقيق بابل وسباياها وممتعات قصورها ، ويا من نجست القدس يوما بهم وبينت لهم معبدا . واليوم نحن من أخرجك من قبرك .