يعتقد معظم الناس أن كلمة jew التي يطلقها الغرب على اليهود كقوم معين بديانه معينه، بأنها قديمة وتعود الى زمن كتابة التوراة . إلا أنها في الوقع ظهرت لأول مرة في القرن الثامن عشر. ولم يكن لها أو لما يرادفها وجود إطلاقا ، لا كلفظة ولا كمعنى في أي مصد كان في التاريخ الديني التوراتي أو المسيحي ولا في تاريخ اليونان أو الرومان . ولم تذكر بأية مخطوطة أو وثيقة ولا بكتاب ولغاية عام 1775. وليس هناك من يستطيع إبراز أية وثيقة دينية أو تاريخية بأي لغة كانت تذكر هذه الكلمه أو ما يساويها . حيث استخدمت لأول مرة من قبل الكاتب المسرحي البريطاني.Richard Sherian) في عام 1775م وذلك في مسرحيته the rival بالعبارة التالية (.she will have skin like a mummy and the beard of a jew) أما الأسماء التي كان يطلق على تلك الجماعة الذين سماهم العرب يهود فكانت في عهد اليونان والرومان والسيد المسيح هي ، أتباع يهوه أو اليهويين وكذلك الفريسيين وكان يطلق على معتقدهم في نصوص العهدين القديم والجديد وتاريخيا ، توراث يهوه Torath Yahwehو ايريث يهوه yirith yhweh واليهوية وكذلك الفريسية . أما كلمة يهود في العربية فقد شكلها العرب قبل الاسلام من كلمة يهوديم التي كنت شائعه زمن الرومان بمعنى اتباع يهوه ،وحرفها أو عربها العرب الى يهود ووردت في القرآن الكريم وفهمناها خطأ على انها تعني قوما معينا بديانة موسى . وكانت فلسطين تضم اعراقا مختلفة ومعتقدات مختلفة الى جانب معتقد الفريسيين أو اليهويين .
إن عملية إبتكار كلمة (..jew) لها علاقة وثيقة بإسم فلسطين وفلسطيني في اللغتين اليونانية والرومانية ، وبترجمة الإنجيل فيما بعد للإنجليزية عن هذه اللغات . حيث كانت فلسطين في زمن السيد المسيح مقاطعة رومانية ويديرها الحاكم الروماني لفلسطين بونتيوس بيلاطوس في عهد الإمبراطور الروماني tiberius وكانت تدعى حينها (.Iudaea)( بالرومانية / اللاتينية ) وتلفظ (..ee-oo-dah) ايودا . وكان سكان هذه المقاطعة أو مواطنوها يسمون بالرومانية أو اللاتينية (.Iudaeus) نسبة للمقاطعة وتلفظ (.ee-oo-das) وكان يقابها باليونانية (Ioudaios) وتلفظ ايضا كالرومانيه . وقابل هذين اللفظين فيما بعد بلإنجليزية (.Judean) اي ساكن فلسطين والتي أصبح اسمها بالانجليزية فيما بعد Judea . فكل من هاتين الكلمتيين Ioudaios.Iudaeus,–) تعني المواطن أو الساكن في تلك المقاطعة التي نسميها اليوم فلسطين أو جزء من فلسطين بصرف النظر عن أعراقهم ومعتقداتهم المختلفة . فكل منهما له مدلول جغرافي وليس لأي منها أي مدلول ديني أو عرقي . فهي تساوي على سبيل المثال كلمة أمريكي أو أردني بصرف النظر عن إثنية وديانة هذا الأمريكي أو الأردني وليس لها مدلول عقدي كمسلم أو يهودي أو مسيحي أو بوذي . ومن هاتين الكلمتين وترجمة الانجيل للإنجليزية كانت القصة في اختلاق كلمة jew كالتالي .
كانت أول مخطوطة معروفة للإنجيل مكتوبة باليونانية وتعود للقرن الميلادي الأول وهو إنجيل القديس يوحنا . وترجمت للاتينية عن الأصل اليوناني في القرن الرابع الميلادي على يد القديس (.S.jermo) وسميت (.vulgte edition) وهي أول ترجمة رسمية للإنجيل باللاتينية بالنسبة للكنيسة وتمثل النص المعتمد من قبلها . وقد بقيت هذه الترجمة ومعها كل المخطوطات ونصوص العهد الجديد (الإنجيل ) بما فيه إنجيل القديس يوحنا لغاية القرن الرابع عشر الميلادي مكتوبة بلغات لاتينية ويونانية وآرامية وغيرها من اللغات القديمة وهو الأمر الذي لم يمكن الإنجليز ومعظم المسيحيين في أوروبا من فهم الإنجيل لجهلهم بتلك اللغات . إن هذا الأمر شجع في عام 1380 رجلا يدعى (Wiklif) على أن يترجم الإنجيل للإنجليزية حتى يتمكن الناس من قراءته وفهمه . وقد اختار لذلك طبعة (.vulgate) اللاتينية المعتمدة من الكنيسة الكاثوليكية إلا أنه عندما هم بالترجمة أدرك صعوبة لفظ وتهجئة الإنجليز والكثيرين من الأوروبيين لكل من كلمتي .,Ioudaios.Iudaeus اللاتينية واليونانية اللتين تعنيان سكان أو مواطني فلسطين من مختلف القوميات وتتكرران كثيرا في الإنجيل . ولهذا أدرك ويكلف الحاجة الى ايجاد مرادف انجليزي قصير أو / مختصر ملائم من حيث التهجئة والنطق يحل محل هاتين الكلمتين حتى يستطيع المواطن الإنجليزي لفظها بسهولة . وقد عمد بذلك الى اخذ المقاطع اللفظية الصوتية القصيرة الأولى من الكلمتين فأخذ الأحرف IU من الأولى و IOU من الثانيه لكونهما يلفظان بطريقة واحدة باللغتين وتلفظان بالانجليزية HEW وصاغ منهما المختصر Iew ليحل محل الكلمتين في الترجمه. وانتهت الترجمه وظهرت بعدها عدة طبعات انجليزية للإنجيل وكان يظهر فيها كلها المختصر .Iew في مكان الكلمتين بمعنى سكان فلسطين .
وعندما جاء الملك جيمس السادس كأول ملك على إنجلترا وايرلندا أصدر بهذه المناسبة طبعة انجليزية للإنجيل نشرت عام 1611م بإسم..kig james edition عن طبعة (…wiklif) . وظهر فيها المحتصر.iew مكان أي وجود سابق للكلمتين المشار اليهمها والدالتين على مواطني فلسطين أو المنتمين لها باللغتين, وتمت الإشارة فيها أيضا الى السيد المسيح بكلمة .iewes (بصيغة الجمع ) وكانت هناك ايضا قد طبعت قبل نسخة الملك جيمس طبعة أخرى بإسم (..Rheims) في عام 1582 وظهر فيها ايضا المختصر بنفس الدلالة .والى أن جاء القرن الثامن عشر وظهرت طبعتان انجليزيتان منقحتان لهما ( أي لطبعة الملك جيمس و طبعة … Rheims.) وبهاتين الطبعتين المنقحتين ظهرت ولأول مرة في التاريخ كلمة (.jew) فجأة مكان أو بدل كلمة (…iew) أينما ظهرت . بمعنى أنه فجأة ظهر الحرف j.) بدل الحرف (i) في كلمة iew. وقد وزعت هذه الطبعة على كل البيوت والأديرة والكنائس والمكتبات والناس لا تعرف هذه الكلمة ولم يهتموا بها ولا بمصدرها المار ذكره . وبعد ذلك خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين عمل متهودو الخزر على تكريس معنى عرقي وديني لكلمة (jew) هذه بدلا من المعنى الجغرافي لأصولها وأطلقوه على أنفسهم مستغلين نفس مدلول كلمة (يهود ) العربية الخاطئ وإسقاطه على كلمة jew ليكرسوا لها معنى قوم معين بعقيدة معينة أو عقيدة موسى . وويضموا أنفسهم لهذا المصطلح الجديد وليجعلوا منه ايضا كلمة مرادفة ومساوية الى كلمة (isrlite).