القرارات السياسية هي التي تُسَير الدول وتحدد مصائرها لحد بعيد جداً فإما صائبة نحو النجاة والتطور وإما خاطئة نحو الفشل وضياع الحقوق. ولذلك من الخطورة بمكان أن يكون متخذو القرارات ومفتونها جاهلين بالسياسة والتاريخ، وغير منفتحين على الرأي الأخر وأصحاب الاختصاص، على أن القرارات الصائبة ليست مرتبطة بكون الحاكم وطنياً ونواياه طيبه بل بكونه مؤهلا بما ذكرت، كما أن الخبرة والمعرفة والذكاء لا تفيد في حالة الحكام غير الوطنيين أو الخون بل تجعلهم أكثر ابداعاً بمهماتهم. إذاً، تتساوى النتائج الكارثية بين الحاكم الوطني وغير الوطني في غياب المعرفة بالسياسية والتاريخ، مع الاستبداد بالقرار.
ومن هنا، فإن المواطن مفرد الشعب صاحب المصلحة عليه تقع المسئولية في ضبط الإيقاع. ولن يكون بخير ولا وطنه بخير إن اكتفى بدور المتلقي وتخلى عن دور الإرسال. على أن الإرسال سيكون فاسدا إن لم يكن صاحبه مؤهلا بالوعي وصاحب مشروع. فهناك شأنٌ عام يَفترض أن يكون مشروعا للمواطن العربي. وهو الخروج من حالة الانحطاط التاريخية التي نجحت بصنعها الصهيونية في احتلال فلسطين وجعل وطننا محميات ودولاً فاشلة وشعوباً منزوعة الحقوق، رؤوسها مُنكسة في الداخل والخارج.
إن وعي المواطن على فساد السند الذي طرحت الصهيونية قضيتها المزعومة عليه لاحتلال فلسطين كقاعدة لمشروعها في الوطن العربي يجب أن يكون واضحا لكل مواطن عربي كمنطلق للتعامل الناجح مع قضيتنا. والسند الصهيوني هذا يقوم على سردية التاريخ التوراتي بوجود حق ليهود بني إسرائيل في فلسطين. فإذا اعترفنا بهذا الوعد كمسلمين وتناسينا أنهم باءوا بغضب من الله وفقدوا حقهم بهذا الوعد ليكون في الوعد عبرة من الله، فعلينا أن لا ننسى بأن هذا الوعد محصور بهم كجماعة من صلب ابراهيم، ولم يُمنح لمتبعي ديانتهم من الأمم. فهل من يحتلون فلسطين اليوم هم من أحفاد ذات القوم أو القبيلة ومن أحفاد بني اسرائيل؟
من الثابت تاريخياً أن هؤلاء اليهود من بني اسرائيل تم القضاء عليهم في فلسطين وإخراجهم منها نهائيا في العهد الروماني. حبث تشتتوا في بقاع العالم الى اقليات متناقصه ومتلاشية بلا أي ادعاء منهم بفلسطين وأصبحوا بحكم المنقرضين كجماعة. إذ في عام 380م اعتمد الامبراطور Theodosius1 الديانة المسيحية كديانة رسمة للامبراطورية الرومانية ومنع اليهود من ممارسة طقوسهم وديانتهم وطردهم من فلسطين. وبعد موته انقسمت الامبراطورية الى غربية وشرقية وسميت الشرقية بالبيزنطية وكانت فلسطين جزءاً منها. واستمر المسيحيون الغربيون بمنع اليهود من دخولها الى أن فتحها العرب عام 636 ودخلو القدس سلما على شرط عدم ادخال اليهود اليها من خلال ما عرف بالعهدة العمرية، ولكن دخل البعض أثناء حكم العثمانيين، ولم يُحَدث التاريخ بأن هؤلاء اليهود ادعوا او طالبوا بأي حق أو كينونة سياسية في فلسطين لحين ظهور الصهيونية.
الا أن العالم صحا خلال القرنين 18، 19 م، على الملايين باسم JEWS (يهود ) في اوروبا وامريكا وعلى دور سياسي ومالي كبير وهم من احتلوا فلسطين فيما بعد، فمن هم. الجواب الموثق تاريخيا والذي لا ينكره او يضحده باحث او عالم هو انهم من متهودي سكان مملكة الخزر الوثنية. حيث تهود ملكها بولان وتهود شعبها معه في القرن الثامن الميلادي ليتخلص من ضغوطات دولتي الخلافة وبيزنطة اللتين كانتا تحاولان فرض الديانة التوحيدية عليه. وكانت المملكة الخزرية قد تأسست في القرن السادس م من قبائل تركية- منغولية أو هونية عند بحر قزوين خلف جبال القوقاز وصنفت هذه القبائل من قبل علماء الجنس البشري باسم Turco-Finns. وأصبحت هذه المملكه بين القرنين الثامن والعاشر بحجم الامبراطورية بخلطة سكانية آرية منغولية تركية فنلندية روسية وسلافية.
إن ظهور هؤلاء المتهودين المفاجئ باسم اليهود من بني اسرائيل جاء متأخرا ومرتبطاً بسقوط مملكتهم بين القرنين 11، 12 م وتلاشيها عن الخارطة في القرن 13 على يد التحالف الروسي البيزنطي. وتم تجزئتها لدول اوروبية مسيحية وانتشر سكانها المتهودون فيها كمواطنين مقيمين ورفضوا الاندماج مع المجتمعات المسيحية وبقوا على ملتهم وقاوموا الحكومات الأوروبية بسلوكيات عدائية وتسببوا بكوارث اقتصادية ومالية واجتماعية في ما يشبه الحرب الداخلية مع الأوروبيين لقرون للحصول على دولة لهم في اراضي مملكتهم المحتلة. وباختصار شديد، في ضوء فشلهم واستحالة تعايشهم مع الأوروبيين قاموا في مرحلة متأخرة باختراع كذبة كبرى بتسويق انفسهم على انهم من احفاد ابراهم وبني اسرائيل واصحاب الوعد بفلسطين كمسوغ لاحتلالها. وذلك بتخطيط من الحركة الصهيونية التي أسسوها فيما بعد وتعاونت مع حكام اوروبا الذين كانوا تواقين للتخلص من هؤلاء المتهودين. وظهر مصطلح Jew لأول مرة في القرن الثامن عشر ولذلك قصة لسنا بصددها. واشتد تأييد الأوروبيين لهذه الكذبة وتبنيها بالتزامن مع تبلور هدفهم الحيوي في عدم السماح لسكان الوطن العربي بالاستقرار والتوحد والتطور وفي استعمار المنطقة العربية. حيث كان احتلال فلسطين كوطن بديل لهؤلاء الخزريين المساعد الأساس لتحقيق غاياتهم
إن الحقيقة العرقية والتاريخية لهؤلاء المتهودين مركونة في الكتب والمخطوطات والوثائق والخرائط والمراجع في المكتبات الوطنية الغربية الكبيرة وفي الموسوعات، وهناك في مكتبة نيويورك 327 وثيقة بلغات قديمة مختلفة تتحدث بالتفصيل عن هؤلاء المتهودين واصولهم وسيرتهم ومملكتهم. ويذكر بأن تلك الحقائق كانت غائبة أو مغيبة عن العالم وثقافته لقبل بضعة عقود فقط. وحاضر بها كتاب ومشاهير العلماء والباحثون والمؤرخون الغربيون ويهود الخزر أنفسهم وأصدروا الكتب التي توثق الهوية العرقية الخزرية وملابسات قيام وتهود وسقوط تلك الدولة وسطو سكانها على نسب ابراهيم وبني اسرائيل. وأضع بنهاية المقال بعضاً من هذه المراجع الهامة والمصادر التي تفصل الواقع الذي لا يمكن لمقال او كتاب استيعابه. ولكن صوت الهيمنة والسيف الصهيوني المسيطر ما زال قادرا على أن يكتم هذه الأصوات، ومهمتنا كعرب أن لا ندع الحقيقة مدفونة.
إن ترسيخ هذه الكذبة التاريخية الكبرى في الوسط العربي والاسلامي الشعبي والرسمي وتغييب تاريخ امبراطورية الخزر التي خاضت الخلافة الأموية معها حربا لمئة عام، وتغييب تاريخ سكانها الذين يشكل احفادهم اليوم 97 % من مستوطني الكيان المغتصب في فلسطين، وعدم التطرق لهم ولتاريخهم وحقيقة أصولهم في المناهج الدراسية وكتابات الباحثين والكتاب والمفكرين العرب وعزلها عن ملف القضية الفلسطينية بالذات، اقول كل هذا التغييب كرّس في عقول النشئ العربي والمسلم فكرة أن من يحتلون فلسطين هم من بني اسرائيل وعمومتنا وأصحاب الوعد، وبما يزيف وعيهم ويكرس الاحتلال. حتى وجد البعض من انصاف المثقفين والمنافقين في عروبتهم وإسلامهم وأشباه الخونة ذريعة للتخاذل ودعم وتثبيت الاحتلال، وأصبحت مهمة مفتو السلاطين تطويع الآيات الكريمة لإشاعة تقبل الوجود الصهيوني في فلسطين على انهم من إحفاد ابراهيم وبني اسرائيل وأصحاب الوعد، حتى وقف القرضاوي يوماً في غزة وناشد الصهاينة مناشدة أهل حق في وطننا ليمنحونا قسما من الأرض بصفتنا اخوتهم.
ديننا فَرَض علينا أن نقرأ، والواجب الوطني المقدس فرضٌ على كل عربي أو مسلم أن يجهد في كشف ونشر الحقيقة المغطاة بكذبة العصور الكبرى التي تزور تاريخاً ونسبا لقوم بغية الفتك بأمة ووطن وعقيدة، وأن لا يصمت صمت العارفين من الغرب ولا صمت حكامه المتواطئين. فنحن بحاجة للتخلص أولاً من وجود أية مشاعر دينية أو تاريخية زائفة نختزنها دون أساس. وأن نبدأ بتسمية الأشياء بحقيقتها، ونكون كعرب البادئين بتكريس مصطلح “الكيان الخزري المحتل” والذي يتخذ من فلسطين وطناً بديلا لهؤلاء الغزاة، فصراعنا معه وجوديا بِلا أنصاف حلول. ولا يغيب عنا بأن الكشف عن الحقيقة العرقية ليهود اليوم سيترتب عليه ما ينسف ادعاءهم ومسوغاته عالمياً ويُعَرض مكتسباتهم المسروقة للزوال ويفقدهم التعاطف الدولي من خارج نطاق الحلقة الضيقة للأنظمة الاستعمارية
مصادر هامه تتضمن التفصيلات لموضوع المقال
– كتاب تا ريخ اليهود (history of the jews) للمؤرخ الألماني البروفيسور Heinrich.Graetz
-كتاب Facts are Facts الى اليهودي الأمريكي Benjamin H.Freedman
– كتاب The thirteenth Tribe الى Arthur Koostler
– كتاب بلاد الخزر khzaria للبرفسور الروسي Abraham N. pOLIAK
– كتاب (The history of the jewish Khzarz) للمؤرخ والاستاذ في جامعات كولمبيا وكمبرج Doughlas Morton Danlop صاحب مقولة ان اجدادهم (لم يجيئوا من نهر الاردن بل من نهر الفولغا، ولا من كنعان بل من القوقاز مهد الآرية. وتركيبهم الوراثي يعود لقبائل الهون والاجور وليس لذرية ابراهيم )
– كتابا What a price Israel و The Zionist connection للتاريخي اليهودي الامريكي Alfred Lilienthal
– كتاب pawns in the game باسم أحجار على رقعة الشطرنج. للبريطاني كندي الاصل William Guy Carr
موسوعة JEWISH Encyclopedia طبعة 1903 الموجوده في مكتبة نيويرك ( المجلد الرابع ص من 1 -5
موسوعة الشعوب الأمريكية لعام 1954 التي تذكر بأن الخزر تحولوا الى المعتقد التوراتي عام 740 ميلادي
الموسوعات \ البريطانية الجديده، موسوعة امريكانا،، الموسوعة اليهودية العالمية