لسنا كفلسطينيين وأردنيين معنيين بصراع محمود عباس ومحمد دحلان المدعوم اماراتيا على سلطة أوسلو الصهيونيه. لكني أفكر كيف انتهت القضية الفلسطينية لحضن قيادة فلسطينية لأثقف وأصلب شعب في التاريخ، وكيف أنتهت قيمة القضية عند هذه القيادة. لقد انتهت لتتماهى بنظرتها للقضية الفلسطينية مع نظرة أي نظام عربي مرتمي كالخرقة الممسحة أمام معتوه أمريكي يختبئ خلفه صناع قراره خجلا مما يتقيئ به، وأمام سليل مافيا روسيه وصل فلسطين غازياً. لقد تراجعت قدسية القضية الفلسطينية تحت وطأة الخيانة عند القيادة الفلسطينية إلى قيمة كرسي حكم تقدم نفسها وقرابينها إليه من لحم الوطن والقضية.
أقول لعباس ما تفعله الامارات وقبلها أمريكا والغرب والصهيونية وصولاً لصفقة القرن هو نتيجة مواقفك الشخصية التي تعلنها باسم الشعب الفلسطيني كصاحب سلطه. سيدي لا أجافي الحقيقة ان قلت أنك تزور ارادة الشعب الفلسطيني وأنت تعلم بأن العدو يعلم بتزويرك ويطلب المزيد. ولو كان لك موقف الفلسطيني من صفقة القرن لغسلت عار اوسلو ولما شاهدنا اليوم هذا الإندفاع المجنون للأنظمة العربية نحو خدمة الصهيونية. الإمارات تعلن ومصر تكبر والسعودية تهلل والبقية يسجدون. هل هي الساعة تقوم. ما هذه الجرأة في الباطل التي تترك النفاق خلها.
عباس، بأي حق ومنطق أن تصل للهرم الفلسطيني من خلال مؤسسة المقاومة وكجزء منها وأن تبقى فيها بعد أن قدمت وما زلت تقدم نفسك للغرب ولاسرائيل وللفلسطينيين والعالم بأنك رافض ومحارب للمقاومة وفكرتها. أعتب على كل فتحاوي يقبل بك لحظة، وأسخط على كل زعماء التنظيمات الفلسطينية المقاومة التي تنضوي تحت سلطتك من أجل مال أو حماية أو ملعوب لها سياسي فاسد. اترحم وأنا خجل من كل شهيد على ثرى فلسطين، وأشفق على كل أسير فلسطيني بين القضبان في سجون الاحتلال الذي تحرسه، وتحيتي للبرغوثي الذي زجيت به في سجن الاحتلال ليستشهد هناك. كل ما يحدث وتستعرض رفضك عليه هو نتيجة مواقفك وسياستك وعدم الأخذ بخيار الشعب الفلسطيني.
. أنت أعلنت على الملأ في اعقاب اعلان صفقة القرن من على منبر الأمم المتحدة بأن ما ترَكته الصفقة من اراض لكرسيك قليلة. وخفت من عزل اسرائيل لك من منصبك فخاطبت الغرب من ذات المنبر وذات اللحظة بأنك وتحت أي ظرف ستبقى ترفض المقاومة وتقاومها عهدا. لقد أذليت نفسك والعار يلحقنا ليس من كلامك بل من عدم ازاحتك من الطريق. أنت أمين صندوق الاحتلال في الضفة وهذا لن يفيدك فأدنى مستوى ثقافي في شعبنا يفهمك ويفوقك فهما وثقافة. الصراع مع الحياة ولقمة العيش وحليب الطفل لا يغير من منظور شعبنا في الضفة لوضعك وهؤلاء أول من سيحاسبك.
أسألك عباس وأنت مأساة الشعب الفلسطيني والقضية، هل لو كانت الخطوة التي اتخذتها الامارات هي السعودية أو البحرين، هل ستكون ردة فعلك نفسها؟ لا أعتقد فمنافسك على كرسي السلطة وفسادك لا يعيش فيهما ولا ينسق معهما.
سيدي الملك عبدالله الثاني، إن ما يحدث من انهيار خلقي وسياسي ووطني وقومي وعقدي لدى الأنظمة العربية، نحن الأردنيين على ثرى الأردن بكل أطيافنا براء منه. فهو من المحرمات علينا ليس لأن قيادتنا هاشمية فهذا شأنك، بل لأن كل هذه الانهيارات هي على رؤوسنا في المحصلة.. لا نقبل أي قول أو ادعاء بأننا لسنا مستهدفين مباشرة بالاخضاع والاحتلال والإذلال والتشريد من الصهيو أمريكي. إن كل عملية تطبيع أو تسحيج بعد اعلان صفقة القرن من قبل أي نظام عربي هي جزء من الصفقة ومن تسهيل تنفيذها. وهي الصفقة التي ستعبر الأردن حاملة على ظهرها وعد بلفور. نحن الشعب نأمل منك كملك علينا أن تترجم مشاعرنا وضمائرنا ومطالبنا ومواقفنا. ألسنا شريكاً في هذا الوطن. اليست فلسطين منا ونحن منها؟ إستفتينا في أمرنا إن كنت بخير. شرح الله صدرك.
الوضع في الشرق الأوسط اليوم تحكمه الفوضى السياسية وأصبح معزولاً عن القانون الدولي والشرعية الدولية هكذا تريد أمريكا والعالم صامت، وأصبحت أنظمته مركز عمليات أمريكية صهيونية تعمل في خيمة بالصحراء بمنطق الخيمة وتفكير الخيمة واهتمامها الذي لا يتعدى سلامة (الحلال) وعشبه، أغبطك ايران وأغبطك تركيا أنتما الوحيدتين في منطقتنا تتصرفان بمنطق الحضارة وبمنطق المسؤولية والهم الوطني لشعبيكما وبلديكم، ألا خسئ الأعراب أصحاب الأية الكريمة ستدور الدوائر عليهم بالتأكيد، ولا مستقبل لخائن، أشد على أزرك طهران ألا سحقاً لهم، حزب الله أنت لست بمستواهم العلمي والتقني والتكنولوجي ولا الجغرافي وأنت أكبر هدف لهم، إن انجاك الله فنحن مع الله ونحن أيضاً مع قدره، وإلا فلا تنج بنفسك ولا تقع في الشرك لا سمح الله ولا قدر قبل أن ترينا باسرائيل تشرب من كأس الذل الزعاف ولو لعقة كلب فستكون قاتلة وسيفرح قلب المؤمن وقلب شعب عاد يتيماً ولكنها لعقة ستصنع الفرق الذي نريد.