التآمر العربي على سوريا تحول الى مهمة دولية والأكراد مطالبون بالحذر.. لا نصر لسوريا بأقل من وحدة اراضيه وسيادة سورية واحدة عليها.. والهدف المرحلي ايران وما سواه مشاغلة وفي خدمته.. فهل فلسطين ايرانيه

إن حديثي أو نقدي في الشأن الكردي ليس كحديثي عن شعب او جماعة ليست منا أو لسنا منها، ولا هو حديث معزول عن حاضر ومستقبل واحد استفزته الحالة الاستعمارية للمنطقة وحكام عرب وزعامات كردية ينتهجون مع شعوبهم نهج المستعمرين من واقع ثقافة مكتسبة . ومن منا لا يعلم بأنه نهج يعتمد تنصيب حكام واختراق اخرين لهدف أساسي هو تحطيم ارادة الشعوب وعزلها، امتد لصنع قادة دينيين لتشويه وتزوير وتدمير عقيدتنا وثقتنا بها وبأنفسنا. ومن يتابع حيثيات ونتائج ازمة الاستفتا ء الكردي في في اربيل، وسلوك الزعامات الكردية الطازجه في سوريا وموقف أندادهم من الحكام العرب الداعم لهم يرى بعينه نفس الثقافة السياسية والنهج على يد نفس الشيخ
وحري بالذكر إن الغرب عندما طور مفهوما جديدا للقومية من خلال الدولة الوطنية، وطور الحالة للجغرافية السياسية القائمة في المنطقة وأبقوا الأكراد في مواطنهم بلا دولة ضمن اربعة دول رئيسية، نجد ان الدول العربية التي تحتضن أكرادا كانت وحدها التي امتلكت النظرة والممارسه الايجابية لخصوصيات وطموحات الأكراد، ووحدها التي تُستهدف دولها من قبل الزعامات الكردية . وهذا من واقع الاستهداف الصهيوني اكثر منه استغلالا لضعف العرب . ومع هذا فلا نسمع عن شوفونية تركية او فارسية بل شوفونية عربية في حين أن العرب هم الأبعد تعصبا كونهم حملة رسالة اممية لطبيعة الاسلام عقيدة وثقافة . ويحضرني في هذا رد لعبد الباري عطوان وهو ” أي شوفونية يتهم بها العرب وقد أمروا وملكوا عليهم كرديا يسيرون خلفه ويقاتلون بامرته وما زالو يهزجون باسمه ” انتهى . وعلى خلفية ما تقدم أتكلم ويؤخذ محمل الكلام وما النقد والانتقاد الا لسياسات وسلوك الحكام والزعامات وليس الشعوب *
وأقول إن دخول السياسة الروسية بقوة في سوريا عندما عقدت الازمة السورية وجعلتها عصية على الاستفراد الصهيو امريكي، قد قضت الى جانب سياسة ترمب نهائيا على فكرة الدولة الشاهنشاهية الكردية في الوسط العربي وبات مجرى الأحداث الميدانية في سوريا يشير الى نوايا أمريكية في استخدام الاكراد ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد لدور جديد في دولة فقيرة غير قابلة الاستدامة لا مقوم اقتصادي او أمني فيها سوى البقاء في خدمة الصهيو امريكي puppet regime في المنطقه وفي الوسط العربي والاسلامي. ومن هنا فقد أخطأ البرزاني التقدير مرة عندما حاول الانفصال بخديعة أظنها “اسرائيلية ” مستبقا ترتيب المنطقه المرهون بما ستستقر عليه سوريا من تسوية تؤشر للخارطة الجديدة لدول المنطقه، وأخطأ مرتين عندما ضم كركوك الغنيه من جانب واحد دون أن يعلم بأنها خط احمر لأمريكا قبل العراق . *
لا شك بأن تمرير الكثير من المعلومات والاخبار في الحروب والازمات السياسية تستخدم كجزء من آلة الاعلام المضلل في غالب الاحيان .. الا أننا نتلمس من مجريات الأحداث بإن المعسكر الصهيوني الذي تقوده امريكا يعطي أو يحمل الاكراد دورا في سياق مخططه لتفكيك الوطن ودوله والاجهاز على شعوبه في استغلال واضح لأزمة سوريا الجاريه استغلالا مكشوفا لا يمكن أن يكون فيه ما يفيد طموحات الأكراد القومية ولا وحدتهم الوطنية ولا استقرار علاقاتهم بالعرب وشراكتهم التاريخية والوطنية، بل يخلق تناقضا بالمصالح وربما صراعا عربيا كرديا هو الأول في التاريخ، بمعنى أن المد لصهيو امريكي يقود من خلال الأزمة السورية وقبلها احتلال العراق الى جعل الأكراد في تنافس وتصادم في المصالح والأهداف في داخل وطنهم الواحد وجزءا في الحملة على تفتيت المنطقة وإخضاعها، نرى في هذا أن الزعامات الكردية لم تبحث عن اجوبة حقيقية لأسئلة محورية عديدة :
لماذا تركت امريكا كل المجموعات العربية المسلحة ومنها السورية وذهبت للأكراد ووضعت ثقل دعمها بهم وهل يكون الجواب لأنهم اكثر عددا او خونهم أكثر من خون العرب أو حبا وهوى بهم، أم لامتلاكهم مقوما دسما للابتزاز والاستخدام . ولماذا يخرجون محاربين للارهاب ويصبحوا متوسعين وأصحاب نفوذ في مناطق غير مناطقهم، ولماذا يتنافسون في هذا مع النظام السوري وهو النظام الذي لم يكتف باحتضان الكرد في الداخل بل ساند قضاياهم في دول أخرى ودفع أثمانا، ثم يحتلون الرقة بقيادة أمريكية بإصرار وينصبون انفسهم مدراء لها، ولماذا لم تشمل مناطق خفض التوتر مناطقهم . ولماذ يستغرب البرزاني الموقف الامريكي حيال أزمته ؟ فهل كان يعتقد نفسه مختلفا عن الحكام العرب المعنيين او يعتقد بأن امريكا تبحث عن قضايا عادله لتنصفها، وهل استعرض الدول التي استغلت اسرائيل ظروفها واخترقتها وخذلتها.
يتلمس المتابع لمسيرة الفصيل الكردي السوري الميدانية والسياسية دلالا يحظى به من مختلف الأطراف المتناقضة والمتواجده على الارض السورية، وهذا ليس لريشة على رأسه بل هي إشارات ومؤشرات على رغبة امريكية وتقبل روسي باقامة كيان كردي في سوريا محاطا جغرافيا وإثنيا enclave بما يشبه الصفقة . ويبدو أن المحذور التركي قد تمت تسويته، وأن عقبة القيادة السورية في طريقها للحل امام التفهم الروسي . فنحن نلاحظ الى جانب الدعم العسكري والمالي واللوجستي الأمريكي غير المحدود للفصيل وتسلمه اراض من داعش، بأن الجيش السوري لم يحتك به عسكريا ولم ينعته بالمتآمر أو بالارهابي كما ينعت الفصائل السورية من غير المصنفة بالارهابية، ونسمع وزير الخارجية السوري يصرح بأنه يمكن مناقشة ادارة حكم ذاتي للأكراد مستقبلا بما يوحي بأن القيادة السورية تفاوض على دولة كردية في حرج من ضغط دولي يشمل روسيا.
لا أرى إلا التآمر العربي على سوريا قد انتقل الى تآمر دولي. بينما سورية شعبها مشرد، ومقدراتها مدمرة ونهبا، وأراضيها قد تقسمت لمناطق نفوذ بقصد اسستهداف وحدتها بقرارات دولية لا سوريه .. و إتمام الطبخة الممتدة للوطن العربي بما يوصلها لفلسطين القضية الأساس جار، وليس هناك من دولة او فصيل بات يذكر فلسطين او يجرؤ على وضعها بندا على الطاولات التي يتراسها ويديرها الاجنبي ومصالحه، وفلسطين في الواقع بيت القصيد، ولا أرى نصرا لسوريا بأقل من وحدة اراضيها وسيادة سورية شعبية واحدة عليها، هذه الصورة التي أمامنا فهل هي على أجندات المؤتمرات ؟ ولكن المرء عاد يتساءل هل فلسطين أرضا ايرانية وهل لا يوجد عدو اليوم لاسرائيل وأمريكا من العرب وغيرهم سوى ايران؟
لا أرى عقبة أمام اتمام إتمام الطبخة في سورية سىوى التواجد الايراني على الاراضي السورية وخطوط اتصاله بها وبحزب الله . والهدف المرحلي لأسياد اللعبة الان هو التخلص من الوجود الايراني على الحدود مع العراق وفي داخل سوريا وما سواه مشاغلة وفي خدمته، ونعلم أن لكل كل مؤتمر دائما هدفا لا يطرح مباشرة على الطاولة، وليست استانا الأخيرة شاذة ولا امريكا غائبة عنها، وإن التأثير الروسي بالقيادة السورية وبسورية كبير جدا ولا يتوازى مع الايراني او غيره، وإن ايران بصرف النظر عن اختلافات الرأي بأهدافها أو بتقاطع بعض تدخلاتها الساخنه في بعض الدول العربية مع أهداف مرحلية أمريكية، فإنها باتت العائق الوحيد أمام تسوية الأزمة السورية على المقاس الامريكي وتنفيذ المشروع الصهيو أمريكي.
إن التفاؤل بلا مقوماته أفضل من التشاؤم، ولكنه ليس حلا. الأمة العربية بلا حكام أحرار ولا قاده، شعوبها بين مدجنة ويائسة أو باحثة عن مخلصين من الخارج بعد ان فقدت كل اعتباراتها في دولها، ومنطق التاريخ يقول بأنها ستنهض مع انها لم تفعلها منذ اواخر العهد العباسي، الأراق في ازمة المنطقة ومشاريعها هي اوراقهم مرتبة ومتلاقية باتجاه تجسيدها على الأرض ولا ارى الان بصيص أمل فيما نحن فيه الا بقدرة ايران على خلط هذه الاوراق فهل هي قادرة على ذلك.
كاتب عربي

Leave a Reply